يمثل مصمم الأزياء سلطان السمان أحد الوجوه السعودية المبدعة، التي استطاعت أن تخلص لموهبتها، متجاوزة في ذلك نظرات بعض أفراد المجتمع الضيقة تجاه فكرة تصميم الأزياء، حيث استطاع السمان أن يصبح نجمًا بارزًا في هذا المجال برغم أنه قد تخرج في كلية الهندسة، لتنتصر الموهبة والهواية على التخصص الأكاديمي، مقدمًا تصاميم مبهرة مزجت بين الأصالة والمعاصرة، من خلال الألوان والتطريز، كما تخصص في التصميم للأعمال الدرامية والسينمائية ولم يقف إنتاجه عند الحدود السعودية بل امتد إلى تركيا ومصر.. السمان تحدث ل»المدينة» حول تجربته مع تصميم الأزياء، وعلاقة ذلك بدراسته للهندسة، ومدى تقبل المجتمع لعمله وفكرة تطوير الزي الخليجي، وما سيقدمه في المستقبل، حيث استهل بالتأكيد على أن دراسته للهندسة ساعدته كثيرًا في مجال تصميم الأزياء، كون الهندسة تعتمد على رسم التصاميم وتخيل ما ستكون عليه، والحال نفسه مع تصميم الأزياء، نافيًا أن تكون مهنة تصميم الأزياء غريبة على المجتمع السعودي، مشيرًا على أن هناك أسماء سعودية وصلت للعالمية في هذا المجال، مبينًا أن تصميم الملابس موهبة، تصقل بالدراسة، ولكن تبقى الموهبة واللمسات الشخصية للمصمم هي التي تحدد هويته ونجاحه. وينتقل السمان بحديثه حول مدى تقبل فكرة تطوير الثوب السعودي قائلاً: نعم هناك بعض الأصوات التي تنادى بعدم تطوير الثوب وإبقاءه على شكله التقليدي، وبالمقابل هناك شريحة كبيرة جدًّا من المجتمع تسعى إلى تطوير الثوب مع المحافظة على خصوصيته، فكان انحيازي لهذه الفئة الثانية، مع الإشارة إلى أنني دائمًا أحاول الانطلاق في إعداد التصميم من الموضة القديمة التي كانت في حقبة الخمسينيات والستينيات الميلادية، حيث كان الثوب مطرزًا، وهذا ما هو حاصل عالميا في العودة إلى الموضة القديمة وتطويرها بشكل يناسب متطلبات العصر، وأرى أن المجتمع الخليجي منفتح ويحب التجديد، وحسب الإحصائيات العالمية هو من أكثر المجتمعات التي تنفق على الأزياء، فهذا المجتمع متقبل لفكرة تطوير الثوب والدليل على ذلك عدد المصممين الموجودين على الساحة والشريحة العريضة من العملاء لدى جميع المصممين من جميع فئات المجتمع. كذلك فإن تصاميمي دائمًا تحمل طابع التجدد والابتكار وأحاول دائما المحافظة على أصالة الثوب ولدي طابعي الخاص في التطريز والألوان والتصاميم المميزة. وحول ظهور تصميماته على مجموعة من الفنانين مثل الفنان مصطفى شعبان في مسلسل الزوجة الرابعة وغيره من المشاهير، ومدى تأثير ذلك على مهنته من حيث الشهرة وذيوع الصيت، يضيف السمان بقوله: «لا شك في أن تعامل المشاهير مع تصاميمي يزيد من شهرتي، فظهر الفنان مصطفى شعبان في المسلسل أضاف بتصاميم كان نقلة نوعية بالنسبة لي، وفي عالم تصميم أزياء الأعمال التلفزيونية، وكذلك التصاميم في المسلسل أعطت شخصية فواز الصياد بعدًا آخر استمتع به الجمهور، وكانت الأصداء أكثر من ممتازة، ولا يقتصر الأمر على الفنان مصطفى شعبان فقط، فهناك كثير من عملائي من الفنانين المتميزين الذين يرتدون تصاميمي على المستوى الشخصي ومنهم الفنان المبدع طلال سلامة، والفنان الأستاذ حسن حسني، والمذيع المبدع تركي العجمة، وأنا الآن في طور التعاون مع فنان العرب القدير محمد عبده، والفنان عبدالله السدحان، وكل هذه الأسماء اعتز بها وهي إضافة نوعية لي كمصمم أزياء، وأشير هنا إلى أن هناك تعاون في مسلسل تركي تاريخي سيكون نقله نوعية في مسيرتي المهنية أتمنى أن يلاقى استحسان الجمهور الكريم، كما أحضر الآن لتشكيلة شتاء 2013 التي سوف تكون مميزة وتحمل بصمتي التي تعود عليها عملائي الكرام». ويختم السمان حديثه بالإشارة إلى عزمه تقديم عروض أزياء رجالية في مدينة الرياض قريبًا، مؤكدًا أنها ستكون بطابع مختلف عن عروض الأزياء التقليدية.