شهدت عدة مدن عراقية منها بغداد، الأنبار، الفلوجة، الرمادي، والموصل أمس، تظاهرات مليونية أطلق عليها «جمعة الصمود»، ضد سياسات الحكومة الاقصائية، ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. يأتي ذلك، فيما استبعد رئيس حركة تحرير جنوب العراق عوض العبدان في تصريحات ل «المدينة» أن ينفذ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التهديد الذي أطلقه الأسبوع الماضي بفض اعتصام المتظاهرين في محافظة الأنبار، بالقوة، لأنه يعيش في الوقت الحاضر حالة ضعف كبيرة لم يعشها خلال فترة حكمه الماضية. إلا أن العبدان استدرك قائلا: إن نفذ المالكي تهديده، فإنه لن يكون أسوأ مما حصل للشعب العراقي من قبل على يده، حيث لم يدخر وسعا في قتل وتهجير واعتقال وإعدام الشرفاء من العراقيين، كما أن حجم الأذى الذي لحق بالعراقيين إبان فترة حكمه كبيرة جدا. ووصف العبدان الحكومة العراقية ب «الطائفية»، ورد على اتهام رئيس الوزراء العراقي تركيا بمحاولة «تقسيم العراق»، وأنها تتدخل في شؤون بلاده الداخلية، قائلا: «منذ سنوات والمالكي ونظامه يتهمون دولا خليجية وتركيا بالتدخل في شؤون العراق ومحاولة تقسيمه، فيما لم يجرؤ على اتهام إيران إطلاقا بالتدخل في شؤون بلاده، رغم تدخلها العلني والذي يعلم به الصغير قبل الكبير وأن لها اليد الطولى فيما يجري في العراق من أحداث». وأضاف: «هذه الازدواجية في التعامل، تثبت أن الحكومة ترى بعين واحدة وهي عين الحقد، والكره، والطائفية». وتابع: «في الوقت الذي عارضت فيه بعض الدول الدستور العراقي الذي يسهل أمر تقسيم العراق فإن إيران باركته». وتساءل رئيس حركة تحرير جنوب العراق، من الذي يريد تقسيم العراق الآن.. تركيا أم إيران؟ وعن سبب عدم خروج مدن الجنوب للتظاهر، قال العبدان إن «الجنوب هو المعقل الأخير لنظام المالكي وعملاء إيران، وبالتأكيد المعقل الأخير يكون أكثر تحصينا وآخر من يسقط». وأضاف: «عملاء إيران كرسوا كل جهدهم وطاقتهم ليسيطروا على الجنوب العراقي». وأكد أن الجنوب سينهض من جديد. إلى ذلك، دخلت التظاهرات والاعتصامات في عدد من المدن العراقية، يومها الخامس عشر. ويطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين، وإيقاف المداهمات، وإلغاء الفقرة الرابعة الخاصة بالإرهاب من الدستور العراقي، وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة بين مختلف المكونات العراقية. وفيما حث الأمين العام للحزب الإسلامي في العراق إياد السامرائي، رئيس الحكومة نوري المالكي بالاعتراف بحق الجماهير في التظاهر والتعبير عن الرأي ودعوة مجلس الوزراء لعقد جلسة طارئة لتحديد الإجراءات التي ستتخذ استجابة لمطالب المتظاهرين. نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن رئيس مجلس عشائر الأنبار قوله إن «حجم التظاهرات أخذ يتعاظم، وأن الجماهير العراقية متمسكة بمواصلة صمودها مهما كلف الأمر ومهما حاولت الحكومة اللجوء إلى أساليب القوة القسرية». وأضاف أن «المتظاهرين يحملون رسالة سلمية دون غيرها، وهي: إعادة الحق لأصحابه وأنهم يحملون الروح الوطنية التي تنادي بحقوق كل العراقيين. على الصعيد ذاته، انضم متظاهرون من كربلاء، وذي قار، ومدينة الصدر ببغداد يتقدمهم رجال دين ووجهاء من الشيعة أمس الأول إلى المعتصمين بالرمادي؛ تأييدًا لمطالبهم.