كشف مدير المركز الإسلامي بروسيا الشيخ إسلام فوزي دشكن عن معاناة مسلمي روسيا إبّان الحكم الشيوعي وثورة البلشفية التي تسببت في محاولة مستميتة للقضاء على الإسلام والمسلمين ، مبينا على عرقية مسلمي روسيا الأصليين ، مؤكدا في الوقت نفسه على الآثار النفسية والأزمات الداخلية لمسلمي روسيا التي خلفتها بقايا الشيوعية على المسلمين ، موضحا الحاجة الماسة لدعم المسلمين الذين يشكلون نسبة (15%) من السكان في روسيا حتى يستقيموا ويعيدوا منائر مجدهم. المدينة : بداية شيخ فوزي دشكن نريد تعريفا عن مسلمي روسيا فمن هم؟ دشكن : المسلمون في روسيا - أعني روسيا نفسها غير الجمهوريات- هم سكان أصليون منذ أكثر من ألف سنة، وقد اعتنق أجدادنا الإسلام مما رأوا عظمة هذا الدين الحنيف الذي هو منهج كامل للإنسان، ومن ثم بدأ المسلمون في روسيا ينشطون شيئا فشيئا في جميع المجالات الدينية والتجارية والسياسية والاقتصادية حتى أصبح لهم دور وتأثير على المجتمع الروسي ككل، وحتى في وقت من الأوقات كنا نحن المسلمين لدينا الأكثرية، وكان عندنا علماء أجلاء، ومدارس إسلامية، وأوقاف، ومطابع، ومساجد، بالمئات. الثورة البلشفية المدينة : فماذا أصاب المسلمين بعد ذلك؟ دشكن : في بداية القرن العشرين الميلادي بدأت هناك الثورة البلشفية ؛ حيث ظهرت أفكار هدامة تقوم ضد كل الأديان و هددت المجتمع الروسي بأكمله فشعارهم الأساسي الإلحاد. وثم تطور هذا الأمر حتى بدأ الضغط والتشريد والتخريب والقتل وهدم للمساجد والكنائس والمدارس،وقد قتل الآلاف من المسلمين ومنهم العلماء والأئمة وطلبة العلم، وهاجر الآلاف من ديارهم، فأصبح من الممنوع أية ظاهرة دينية فضلا عن الإسلام ككل. المسلمون أكثر من سبعين سنة يعيشون تحت الحكم الشيوعي، وقد تأثروا كثيرا ولكنهم مع ذلك كتموا إيمانهم حتى فرج الله كربهم بسقوط الشيوعية. عراقيل دعوية المدينة : وماذا عن حال المسلمين في الوقت الحاضر؟ دشكن : المسلمون في روسيا يشكلون نسبة 15 في المائة ، وعددهم قرابة 20 مليون مسلم، وعدد سكان روسيا قرابة 140 مليون نسمة. وعدد المساجد قرابة سبعة آلاف مسجد، ولديهم بعض الجامعات الإسلامية والمدارس الإسلامية ، والروضات للأطفال ، يمارسون دينهم بحرية ، وإن كانت هناك بعض العراقيل غير المباشرة لنتمتع بحرية كاملة كدول أوربية. آثار الحكم الشيوعي المدينة : ما هي حاجات المسلمين الروس في الحاضر؟ ما طموحاتكم نحو المستقبل؟ دشكن : لابد وأن نعرف علم اليقين أن المستقبل للإسلام وأن الله متم نوره، وأن هذا الأمر ليبلغ ما بلغ الليل والنهار، ولكن الدين يحتاج إلى رجال تتصف بصفات الرعيل الأول، نحن بحاجة ماسة إلى الكوادر في شتى المجالات وخاصة في المجال العلمي الشرعي، وبحاجة إلى الدعم المالي لتلبية المشروعات الضخمة ؛ إذ أن مسلمي روسيا غير قادرين حاضرا أن يعطوا المشروعات الدعوية الكبيرة : لان الحكم الشيوعي ترك أثرًا بالغًا في نفوس المسلمين من خوف وبخل وكسل ، وما زال كثير من المسلمين لهم رواسب فكرية ماضية مما جعلتهم سببا لتخلفهم وتخوفهم وغفلتهم، وإن كنا نلبي حاجاتنا الدعوية المتواضعة بأنفسنا. ولدينا مشروعات عديدة من بناء المساجد المركزية وتأسيس المراكز الإسلامية وإنشاء مؤسسات الوقف ، وفتح المدارس النسائية وروضات للأطفال، والنشاط في وسائل الإعلام بشتى أنواعها. وما إلى ذلك مما يجعلنا نعيش كما يريده منا الإسلام من اندماج في المجتمع ودخول في جميع المجالات حتى يصل صوت الإسلام إلى الكل وحتى نلبي حاجات المسلمين ونحفظ حقوقهم، ويكون الإسلام مصدر فخر واعتزاز وعامل نجاح لدى كل مسلم.