بِمِثْل الحَزْمِ الذي قرّرَهُ معالي وزير الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجه) للتعامل به مع المُحَرِّرينَ والمُعَلِّقينَ الرياضيين، الذي يتجاوزونَ الرُّوحَ الرياضية (صحيفة الجزيرة، 7 صفر 1434ه، ص 34) أتمنى أنْ يقرر معاليه حزماً مماثلاً مع بعض المذيعين والمذيعات، الذين يتجاوزونَ- مع الأسفِ الشديد- اللغةَ العربية، ويعتدونَ عليها صباحَ مساءَ، في غيابِ المُسَاءَلة، والعُقُوبة، حتى باتت أجهزةُ الإعلام السعودية الرسمية، مصدرَ إزعاج، بما يفعله أولئك من خطورةٍ على ثقافةِ الفرْد، ومِنْ المؤسف أنّ هذا يحدث، في وجود المادة (17) من السياسة الإعلامية، التي غُيِّبَتْ تماما، ولا أجد ضرورةً لاستعادتها هُنا، بعد أن بُحّتْ أصواتُ المطالبين بإحيائِها، حمايةً للغةِ العربيةِ مِنْ الضَّيَاع، ولَجْمَاً لأفواهٍ تحاولُ الإساءةَ إليها، فَمِن المتفق عليه أنّ وسائلَ الإعلام هي البانيةُ الأساسيةُ لثقافةِ الفرد في: محيطِه الاجتماعي، وإذا غابتْ، أو تلاشتْ، أو اضمحلّتْ، فَقَدَ الفردُ وعْيه بالحياة، وأصبح غير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب، والخبيثِ من الطَّيِّب. لا يجوزُ بحال من الأحوال، ما يحدثُ من اعتداءٍ صارخٍ على اللغة العربية، تنطقُ به أفواهٌ تَخَلّتْ عنها، وباتتْ تسرحُ وتمرحُ في غيابِ المتابعة الجادة، إزاءَ أجهزة إعلام رسمية، هي في الأساس هُويّةٌ وطنيةٌ، ينبغي أنْ تدركَ ما لخطورةِ التجاوزات اللُّغوية من أخطار، تحيطُ بثقافة النشء في محيطهم الاجتماعي والثقافي، وإذا لَمْ يكن هناك وَعْيٌ بخطورة هذا الاعتداء اللُّغوي، ووقفةٌ جادةٌ من وزِارة الثقافة والإعلام، فلتعذرني إذا قلتُ: إنّها تُفَرِّطُ في أهم ثقافة، تتطلبُ قواعدَ، وضوابطَ، تنطلقُ منها للجْمِ الأفْواهِ غيْر المُنْضَبِطَة، والأَلْسِنَةِ المُنْفَلِتَة، التي تدعو للحيرة، والقلق، والخوف على مصير لغة القرآن الكريم، وأقولها من دون مزايدة، في ظل ارتباك إعلامي أحياناً، وتناقضات إعلامية داخلية وخارجية، تسبب الكثير مِنْ التِّيهِ والضّياع. ألَمْ يَحِنْ الوقتُ لمحكمةٍ إعلامية، تُنشأُ في وِزارة الثقافة والإعلام، تضم مختصين لُغَوِيين من خارج الوِزَارة، تناطُ بهم مهامُّ اكتشافِ الأخطاء اللغوية، وتضعُ قواعدَ وضوابطَ تقولُ لِمَنْ أحسَنَ أحسنتَ، ولِمَن أساءَ أسأتَ، تبدأُ باللوم، وتَمُرُّ بالحسم من المُرَتّب، فالإنذار، وتنتهي بالإبعادِ والطرْد ؟. [email protected]