سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحفاظ على مكتسبات الوطن ما حدث في الجهة المطورة من الكورنيش من تجاوزات خاطئة من بعض العابثين واعتدائهم على ما تم إنجازه لهو دليل واضح على خلل ما، وجهل لدى هؤلاء العابثين
المنجزات الحضارية التي تتولاها الدولة من: مبان، وطرق، ومستشفيات، ومدارس، ومطارات، هي مؤشر حقيقي لاهتمام الدولة بنهضة تنموية شاملة تحقق ما يطمح إليه أبناء هذا الوطن. ومن أجل الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن ومدخراته، عليه يجب رفع درجة الوعي لدى عامة الناس وإشعارهم بأن ما تم إنجازه (حتى وإن كان يشوبه بعض السلبيات التي يمكن أن تصوب بالنقد الهادف) هو جزء من الخدمات المقدمة لهم ولإسعادهم من أجل تنمية فاعلة ترتقي باسم هذا الوطن والشموخ به حتى نحقق ما نصبو إليه. كورنيش جدة واجهة حضارية لمدينة ساحلية جميلة تنبض جنباتها بالحيوية والحركة، وتقدم لساكنيها، وزوارها، وعشاقها كل ما هو جميل وجذاب، وكما يقولون « جدة غير» .. فبحرها رائع ومميز في خصائصه الطبيعية وعطاءاته التي لا تحصى، ومولاتها ومراكزها التجارية تضاهي أرقى المراكز التسويقية في العالم، وجوها الجميل مقبول خاصة في فصل الشتاء الذي يمتاز بالدفء والاعتدال، وفنادقها التي تضاهي أرقى الفنادق العالمية، وما تقدمه من خدمات راقية لمرتاديها، وأسواقها التاريخية الضاربة في جذور التاريخ تنبض بالحركة بما تحويه من قديم وجديد، وبيوتها القديمة ذات العمارة الإسلامية وما أضفته على سكّانها من جمال لطبائعهم وأخلاقياتهم خاصة في نوعية التعامل مع الآخرين مما أعطاها بعدا آخر يضاف لجمال طبيعتها. الكورنيش هو أحد السمات الطبيعية لمدينة جدة، والرئة التنفسية لسكانها، والقادمين إليها، ويمتد على واجهة بحرية واسعة أكثر من (70 كيلا) من الجنوب إلى الشمال، وقد اقتطعت أمانة جدة جزءا من هذا الكورنيش لتطويره وتحسين واجهته البحرية، وقد تحقق الهدف من تحسين البيئة الجمالية لهذا المشروع وإن كان يشوبه بعض السلبيات التي لا تقلل من الهدف وهو الإنجاز من أجل بيئة أفضل. الكورنيش هو الواجهة السياحية الوحيدة التي تستقطب معظم الناس في مدينة جدة، وزوارها، والقادمين إليها، حتى الحجاج والمعتمرون أصبحوا يتوافدون إليها، والاستمتاع بجمالها.. ولكن مع شديد الأسف لا الحدائق العامة مهيأة لاستقبال الباحثين عن الترفية والمتعة البريئة، ولا الجلسات على البحر بحالة جيدة حتى يستخدمها الناس أثناء التنزه أو الجلوس على الشاطئ للاستمتاع بمنظر البحر، الأمر الذي دعا إلى فكرة التطوير والتحسين السابقة، وصرف المبالغ الطائلة لإنجازها. لكننا تفاجأنا بعد افتتاح هذا الجزء، وبعد عدد قليل من الساعات، بفئة عابثة مخربة عاثت فيه فسادا وتخريبا وتشويهاً، قد يضعنا أمام سؤال كبير هو: لماذا؟ ! وليس المقام هنا يتسع للإجابة عليه ومناقشته؛ ولكن يظل ما حدث في الجهة المطورة من الكورنيش من تجاوزات خاطئة من بعض العابثين واعتدائهم على ما تم إنجازه لهو دليل واضح على خلل ما، وجهل لدى هؤلاء العابثين، فجميع الإضافات والتحسينات التي تمت هي من أجل الجميع، ومن أجل تنمية بيئية أفضل للمتنزهين والمستخدمين لهذا الجزء من الكورنيش، بل هذا يدعونا بأن نطالب الأمانة بأن يشمل التطوير والتحسين لجميع مساحات الكورنيش وأن يكون هناك جزء كاف للشباب للاستمتاع بالبحر وأخذ راحتهم في الجلوس عليه، بحيث تكون كل الخدمات متوفرة، والبيئة حول المكان نظيفة، بحيث لا يوجد حشرات ولا قوارض ولا مصبات لمياه الصرف الصحي التي تسيء لهذه المرافق كثيرا رغم جمال طبيعتها. نحن نحتاج فعلا إلى توعية شاملة وعبر قنواتنا الإعلامية موجهة لجميع سكان محافظة جدة بمختلف فئاتهم ( مواطنين، ومقيمين، شيبا وشبانا) وللمحبين لهذه المدينة الجميلة، والحريصين على رقيها وتقدمها، بأن يحافظوا على مكتسباتها وجمال طبيعتها، وأن يدافعوا عنها، وعن كل ما هو جميل من منجزاتها، وأن يقفوا بحزم أمام كل من يحاول العبث أو الإساءة إليها، سواء بالتخريب، أو التدمير، لمنشآتها الحيوية التي كلفت الدولة الشيء الكثير، والتي أُنجزت من أجل رفاهية المواطنين، والمرتادين لبحرها الجميل من كل مكان. [email protected]