في خبر غير مُستغرب نشرته صحيفة الحياة (25 سبتمبر 2012)، توصّلت نتائج دراسة حديثة إلى أن «(90 %) من مديري مستشفيات وزارة الصحّة، لا يحملون مؤهّلا دراسيا في تخصص الإدارة»، لكن الصّادم - من وجهة نظري - تصريح استشاري الإدارة الصحية الدكتور حمود الشمّري، أن الدراسة التي أجراها على جميع مديري مستشفيات وزارة الصحة، خلُصت إلى أن «(34 %) منهم، يحملون مؤهلا «أقلّ من البكالوريوس» !!. أما الطامّة الكُبرى - في رأيي - فتكمُن في أن (89 %) منهم «رأوا أنّهم قادرون على قيادة الدفة الإدارية في المستشفيات، بالخبرة والممارسة وليس بالمؤهّل». وعن أسباب قبول أولئك المديرين بمناصبهم القيادية، على الرغم من عدم كفاءاتهم العلمية والإدارية فهي - كما قال الدكتور الشمّري -: «عدم وجود بديل مناسب، والإسهام في خدمة القطاع الصحي في المنطقة، والترقية الوظيفية، وتحقيق الذات، والنفوذ الاجتماعي، والحوافز المادية» لايسعني بوصفي طبيبا مُمارسا، إلا التحسّر على ما آلت إليه أمور بعض الإدارات الطبية في المجتمع السعودي، وتميّزها بالتخبّط، والقرارات الارتجالية العاطفية، والخطوات المتسرّعة غير المحسوبة، وفشلها في تنفيذ وإدارة معظم المشروعات التنموية، وتسبُّبها في تدهور الخدمات الصحية، و «تطفيش» الموظفين، وارتفاع نسبة الأخطاء الطبية، فضلا عن انتشار المحسوبية والولاءات الشخصية، فبعض المديرين - هداهم الله وأصلحهم - مازالوا يضحكون على أنفسهم، ويظنُّون أنّهم «فلْتات»، لم تُنجب الإدارة أمثالهم، مع أن كراسي بعضهم أكبر من أن يملؤوها، بل يستميتون في إقناع من حولهم أن الإدارة الطبية «خبرة وممارسة» فحسْب، وليست دراسة وتأهيلا أكاديميًا، كغيرها من التخصصات العلمية، لإخفاء ضعف مؤهّلاتهم، والوقوف عَقَبة في طريق غيرهم من الكفاءات الإدارية، ويروّجون أنّهم - جزاهُم الله خيرا - يؤدون خدمة جليلة للمجتمع الصحّي، بتطوّعهم للعمل الإداري، وأخذ زمام المُبادرة، بتولّيهم مناصب قيادية وهم - المساكين - مضطرون لذلك «لعدم وجود بديل مناسب» !! ولا أتعجب في السياق نفسه، من لجوء بعض الأطباء المِهْنيين، إلى التهافت على الوظائف الإدارية، وتحمّل مُشكلاتها وضغوطاتها - أعانهم الله - ففيها فوائد مُجتمعية كبيرة، وخدمات إنسانية جليلة منها: «النفوذ الاجتماعي، والحوافز المادية» !!. [email protected]