في ظل الظروف الإنتاجية الحرجة التي يشهدها الوسط الفني في السنوات الأخيرة لجأ الكثير من الفنانين إلى أعمال «السنجل» التي قد تمكّن الفنان من التواصل مع جمهوره، حتى وإن لم تفِ بالغرض المطلوب من الألبومات إلا أنها تعزز وجوده بين الفترة والأخرى. ولكن المتابع لأعمال الأغاني المفردة يجد أنها أيضًا تسير في انحدار مريع، حيث تأتي فاقدة للكلمة المعبرة، واللحن الجميل، والأهم من ذلك فقدانها أيضًا للتوزيع الموسيقي والحس الفني الذي هو بريق الأغنية الأساسي. فلو نظرنا إلى أعمال الفنانين الذين يصنفون من فئة «فايف ستار»؛ نجد أن الفنان عبدالمجيدعبدالله قد طرح مؤخرًا عملاً «سنجل» بعنوان «الموت الأحمر»، وفق فيه من ناحية الاختيار بصورة كبيرة من حيث الكلمات التي أبدعها الشاعر الأمير سعود بن عبدالله، وكذلك صياغة اللحن التي أتت ملائمة للقصيدة بشكل كبير، حيث رسمه الملحن «سهم» بصورة جميلة، ولكن عبدالمجيد لم يحسن التعامل مع هذا العمل الجميل، وأفقد الأغنية بريقها وذلك بالتصنع في أدائه الذي ظهر طاغيًا على الأغنية بصبغة عالية، مع الأسراف (بالعُرَب) ووضعها في غير مكانها الصحيح، كما أن التوزيع الموسيقي و»المكس» كانا بطريقة سيئة، مما جعل النتيجة النهاية هي عدم اكتمال عناصر النجاح الأربعة حيث حضر اثنين وغاب مثلهما، وهذا ما تحدث عنه الكثير من النقّاد الفنيين. وفي المقابل طرح الفنان رابح صقر عملًا (سنجل) بعنوان «ما في كلامي شي»، والذي شهد غياب العناصر الأربعة لنجاح العمل الفني، فكان النص ركيكًا بصورة كبيرة، كما أن اللحن يبدو وكأنه غُصب على هذه القصيدة أو غُصبت هي عليه لا فرق، فأتى اللحن أقصر بجمله الموسيقية عن بحر القصيدة وذلك ما أدى حتمًا إلى نشاز رابح بصورة متكررة حيث يكاد لا يفهم المتلقي ماذا يقول، أما التوزيع الموسيقي فأتى بصورة صاخبة معتمدًا على أكثر من (عشرة تركات) إيقاعية وهذا ما أظهرالعمل بشكل أيقاعي يفتقد للجمل الموسيقية الجميلة التي باتت تخلو منها أعمال رابح في السنوات الأخيرة حيث بدأ بالتدرج نحوالهبوط.. وإزاء هذا الحال فإن الجمهور اليوم متعطش للأعمال المشبعة موسيقيًا بشكل كبير خصوصًا بعد غياب الألبومات وحضور أعمال «السنجل» التي طغت عليها المجاملات المغلفة بالمادة وهذا ما أفقد الأغنية التوهج وجعل المتلقي بحالة بحث دائم دون أن يجد ضالته بعد.