في إحدى ليالي الأسبوع الماضي، وبدون مبالغة، (لُطِعْتُ) أنا وابنتي المريضة لحوالي ثلاث ساعات في غرفة طوارئ مستشفى خاص في جدّة قبل أن يحلّ دور الكشف عليها!. بالمناسبة: ليس هذا المستشفى هو الوحيد الذي أصبحت الطوارئ تتأخّر فيه هكذا، بل جُلّ مستشفيات جدّة، الحكومية والخاصّة، لا سيّما الكُبرى، وأقول هذا واثقاً ممّا أقول، وبنسبة 200 في المئة، والذي لا يصدّق يأتي ويرى بنفسه!. هنا أجدني أتساءل: هل انقلب لدينا هدف الطوارئ من الإسعاف العاجل للمرضى إلى الكشف المتأخر عليهم؟ هذا يُغربل ويُبعثر أبجديات الصحة!. دعوني أسرد بصفة عامّة ثلاثة من أهمّ عوامل نجاح غرف الطوارئ، وأقارنها بواقع غرف مستشفياتنا التي تتأخّر طوارئها: يجب أن تكون الغرف مُزوّدة بعدد كافٍ من السرر الطبّية، وهذا غير مُحقّق في غرفنا، فالسرر محدودة، ومساحات الغرف أصلاً ضيقة وتحتاج للتطوير!. كذلك يجب أن يكون في الغرف عدد من الأطبّاء والممرضات ملائم لعدد المرضى، وهذا أيضاً غير مُحقّق، فالطبيب الواحد والممرضة الواحدة قد يُشرفان على (درزن) من المرضى، فتقلّ جودة الكشف، وتكثر الأخطاء، وتسود العشوائية!. وفي دول العالم المتطوّرة يتوفّر أطبّاء خبيرون ومُتخصّصون في علوم الطوارئ داخل غرف الطوارئ، بينما يتوفّر لدينا أطبّاء عامّون حديثو التخرّج ذوو معلومات نظرية أكثر منها خبرة عملية!. الخلاصة: طوارئنا مُحتاجة لطوارئ، وبالتالي: صحّتنا محتاجة لصحّة!. ماذا بقي؟ لا شيء سوى أن أقول: (شُوفي) لك حلّ يا وزارة الصحّة!. تويتر: T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]