بارك صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة، فكرة مشروع حفظ الأدب الشفاهي والطب الشعبي الذي يتبناه فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة، لما سيقدمه من خدمة سياحية واجتماعية وتاريخية للمنطقة، مبديًا دعمه الشخصي للمشروع كونه يسعى لتوثيق جميع مناحي الحياة في منطقة الباحة قديمًا. وأكد سموه أن مثل هذه المشروعات تمثل وسيلة لحفظ ذاكرة المنطقة وتقديم موروثها للأجيال في موسوعة مقروءة ومسموعة ومرئية، مثمنًا للجمعية وللقائمين على المشروع إسهاماتهم في إنجاز هذا العمل الكبير. ويعد مشروع حفظ الأدب الشفاهي والطب الشعبي من المشروعات الرائدة التي تحظى كذلك بمتابعة من وكيل إمارة المنطقة رئيس اللجنة المشرفة على المشروع، إذ يركز مضمونه على الجانب الصوتي والمرئي وذلك بجمع أشرطة الكاسيت المسجلة من عام 1374 إلى عام 1405ه، وتوثيق الموجود في ذاكرة الإنسان بالطرق التقنية الحديثة ليكون نواة لمكتبة الكترونية عامة ومستودعًا متاحًا لتراث المنطقة الأصيل، وليسهل إجراء الدراسات في مختلف الحقول المعرفية. ويشتمل المشروع على عدة خطوات تتضمن جمع التراث الشفاهي من القصائد الشعرية والحكايات والأساطير والنوادر والأمثال والألغاز، إلى جانب وصف طريقة أداء الرقص الشعبي وألعاب الصغار وألعاب الكبار وأسماء النباتات والأشجار وفوائدها الطبية وأسماء الطيور والحيوانات وأسماء الأدوات وأسماء الأطعمة والأشربة وأسماء أزمنة الزراعة والنجوم. ويلي هذه الخطوة تصنيف المادة المجموعة وفهرستها، ومن ثم وضعها في تسجيلات صوتية وصوتية مرئية يتم تصنيفها ووضعها في مكتبة التراث الشفاهي لمنطقة الباحة، وعلى أن يجري طبع بعضها في أسطوانات مدمجة عليها شعار المشروع، ليتم تقديمها للهيئات والجهات التي ترغب الإفادة منها. وتُختتم الخطوات بطباعة المشروع ورقيًا ونشره، وهذا يتطلب تفريغ المادة الصوتية واستبانة الرصد المحكمة أكاديميًا وفق طريقة علمية، ومن ثم يتم تصنيفها في عدة أجزاء، بحيث يهتم كل جزء منها بناحية معينة من التراث. وتكمن أهمية المشروع بحسب مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة مدير المشروع علي البيضاني، في الحاجة للحاق بما يمكن اللحاق به من التراث الكبير للمنطقة، كون أغلبه محفوظ في ذاكرة الإنسان وبالتالي هو معرّض للزوال بزوال صاحبه. وأكد أن المشروع يتيح الكشف عن البنية العميقة للثقافة الشفاهية في المجتمع وإرساء مدونة أساسية تكون مصدرًا أصيلاً للبحث العلمي، مشيرًا إلى ما يمثله المشروع من مخزون للسياحة حيث يعرّف السياح بالمنطقة والعادات والقيم والألعاب والقصص والأساطير. وعدّ البيضاني تبني سمو أمير المنطقة للمشروع محفزًا لفريق العمل لبذل ما في وسعهم لتحقيق طموح سموه بتقديم عمل مميز ولافت، مؤملاً اكتمال الجزء الأول من المشروع بنهاية العام الحالي كون رصد الموروث والطب الشعبي يحتاج لأعوام عدة. وبادرت لجنة مشروع حفظ الأدب الشفاهي والطب الشعبي بالمنطقة في حصر الشخصيات التي تمتلك تسجيلات للأدب الشعبي وقائمة بأسماء الأطباء والطبيبات الشعبيين، فيما حددت ثلاث فرق لقيادة المشروع لا يسمح بالتداخل بينها حفاظًا على سير العمل، منها فرقة تقوم بجمع التسجيلات الصوتية والتسجيلات المرئية تضم نحو 20 فردًا وُزعوا على مختلف محافظات المنطقة، على أن يكون جمع المواد عن طريق التبرع بالأشرطة من قبل أصحابها ليتم تسجيلها وتحويلها رقميًا بتفريغها على أشرطة تمهيدًا لتكوين مكتبة صوتية. وأقرّت اللجنة انطلاق عمليات حصر الطب الشعبي بالتزامن مع عمليات جمع التسجيلات الصوتية والمرئية، عبر اللقاءات المباشرة بالتسجيل المرئي، أو بالتسجيلات الصوتية أو التدوين في حال رفض الطبيب أو الطبيبة. أما الفرقة الثالثة وهي فرقة الموروث الشعبي، فقد تحدد أن يبدأ عملها بداية من شهر جمادى الأولى المقبل، بزيارة الشخصيات في أماكنها، وتعبئة البيانات المطلوبة، ليبدأ بعدها تحويل الأعمال إلى رقمية. واقترحت اللجنة أن تبدأ المرحلة الثانية للمشروع الخاصة بتفريغ المواد التي تم جمعها في كتب ورقية، في شهر جمادى الآخرة من عام 1435ه ولمدة عام تنتهي في شهر جمادى الآخرة من العام 1436ه. يذكر أن المشروع الذي بدأ العمل به منذ ثلاثة أشهر، قد شهد عقد لقاء تعريفي بأهدافه في شهر رجب الماضي، فيما تم تنظيم ورشة عمل في شهر رمضان نتج عنها توحيد إجراءات وآلية عمل لجان المشروع في محافظات ومراكز المنطقة.