أورد الأستاذ عماد الدين أديب في أحد مقالاته أن كافة شعوب العالم تعيش وتتعايش فيما بينها من خلال لغة الحوار، ولكن شعوبنا العربية بات البغض والكراهية يتسلل فيما بينهم وكيف أن بعض الدول مثل لبنان، السودان، فلسطين والجزائر مهددة بتمزيق أوصالها، في حين نرى تركيا تحرز تقدمًا اقتصاديًا، وإيران في طريقها إلى تصنيع القنبلة النووية، وماليزيا تتفوق في صناعة السيارات، أما الهند تخطو بقوة في مجال الإلكترونيات. إن ما يشهده عالمنا العربي والذي يندرج تحت ما يُسمَّى بالربيع العربي أصبح لهيبًا يلتهم الاقتصاد والتراث والتاريخ العريق وهذا نتاج "حوار الطرشان" (مع كامل اعتذاري لذوي الاحتياجات الخاصة)، والذي أصبح أحد سمات هذا العصر ويعمق الفجوة ما بين الشعوب والحكومات. إن ما يحدث اليوم في "نبض الأمة العربية" مصر، ما هو إلا نتاج التشبث بسياسة الرأي الواحد دون إفساح المجال للرأي الآخر، وتحكيم لغة العقل، والتي تفشت بين أفراد الشعب بمختلف طبقاته وطوائفه، فيظل قابعًا أمام شاشات التلفاز ليسمع ويشاهد نافذة الرأي الواحد ويبني عليها وجهة نظر مضللة دون أدنى محاولة منه للاستماع للرأي الآخر وتحكيم العقل والضمير بعيدًا عن العواطف. أتابع عن كثب الأوضاع الاقتصادية في مصر، وكيف أن الثورة خلفت وراءها الكثير من السلبيات، منها: إغلاق مصانع وشركات، وتسريح موظفين وعمال، بالإضافة إلى نزوح بعض الاستثمارات الأجنبية، وتراجع احتياطي النقد الأجنبي إلى أدنى مستوى له منذ ما يقارب (8) أعوام، ليس ذلك فحسب، بل انخفض الجنيه أمام الدولار بنسبة (6%) منذ اشتعال الثورة، كل هذا يحدث في مصر، اقتصاد دولة ينهار بالكامل جراء "حوار الطرشان". همسة: كافة الثورات العربية بدءًا من العراق وانتهاءً بمصر باءت نتائجها بالفشل، ولم تؤتِ ثمارها المنشودة، بل إنها تشير إلى أن الظلام الذي كانوا يعانون منه في الماضي كان نورًا ساطعًا بالمقارنة بما يحدث لهم اليوم.. اللهم احفظ هذا البلد وكافة بلاد المسلمين من كيد الكائدين وعبث العابثين وأطماع الطامعين.