اختتم ملتقى التراث العمراني الوطني الثاني فعالياته يوم أمس الأول بفندق الشيراتون في الدمام بجلسة تضمنت تقديم عدد من التوصيات لدعم وتعزيز جهود المحافظة على التراث العمراني على رأسها إيجاد تشريعات تنظيمية عمرانية خاصة بأواسط المدن تسهم في الحفاظ على التراث العمرانى وتأصيل الهوية، وتأسيس معاهد ومراكز تدريب للتدريب على تسجيل وحماية وصيانة التراث العمرانى، وإدخال موضوعات العمارة الاسلامية والتراثية ضمن المناهج الدراسية المناسبة في المراحل التعليمية المختلفة، واعتماد المواد المحلية في ترميمات المساجد. ودعت توصيات الملتقى التي قرأها الدكتور مشاري النعيم المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الى تكثيف برامج التوعية والتركيز على استخدام المواقع للسياحة وليس فقط النظر لحمايتها، ووضع منهج للتصنيف والتوثيق يعتمد به في الجامعات، والتركيز على البعد الاقتصادي للحفاظ على التراث ضمن التشريعات والانظمة وإنشاء مراكز محلية تعنى بالتراث تسهم في الموازنة بين العائد الاستثماري والمحافظة على التراث، وتنظيم المسابقات ومعارض ودورات علمية لطلبة التعليم البنين والبنات في مجالات التراث العمراني والتصاميم العمرانية التراثية، واستخدام الزخارف المحلية في نماذج الهدايا الرسمية، والاستثمار في مجال مواد البناء التقليدية وتطويرها، وإعادة بناء المساجد المتهدمة في القرى التراثية، وتوثيق الزخارف في المساجد والمواد المستخدمة بأنواعها الخشبية والجصية والطينية، وحث الأمانات والبلديات على تأهيل البنية التحتية والفوقية لأواسط المدن كأساس وقاعدة لتأصيل التراث العمراني في المبانى القائمة أو التي سيتم إنشاؤها، والتأكيد على أهمية إجراء المسح المتكامل للمباني التراثية بحيث يتم توثيقها باستخدام التقنيات الحديثة، ووضع اطار قانوني يدعم الملكيات ويشجع ويحفز الملاك على التعاون في الحفاظ على التراث العمراني، بجانب تأسيس شركات تملكها الأمانات بحيث تستطيع الاستثمار في تأهيل وتأصيل التراث العمراني بالشراكة مع الملاك مثل شركة الرياض للتعمير وشركة البلد الأمين. ورفع المشاركون في الملتقى الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية على رعايته للملتقى واهتمامه بإقامته في المنطقة الشرقية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لافتتاحه فعاليات الملتقى ودعمه له وحرصه على متابعة أنشطته، مؤكدين أن ذلك يعكس اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بحماية التراث العمراني واستثماره ثقافيا واقتصاديا. وكان الملتقى قد شهد فعاليات ومعارض تراثية في كل من الاحساءوالدمام والخبر منذ الأحد الماضي، كما شهد عددًا من الجلسات العلمية وورش العمل بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في التراث العمراني، وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان قد أعلن في حفل افتتاح الملتقى أن الملتقى الثالث سيقام في المدينةالمنورة العام المقبل.