يناقش ملتقى التراث العمراني الوطني الثاني الذي سينطلق فى العاشر من ديسمبر الجاري ولمدة ثلاثة أيام دور المرأة السعودية في التراث العمراني. وتعد هذه المرة الأولى التي يتناول فيها ملتقى محلي علاقة المرأة ودورها بالبيئة العمرانية, علماً بأن المرأة السعودية تميزت بمشاركتها في العمران التقليدي خاصة في منطقتي عسير وجازان، حيث كانت المرأة تقوم بطلاء جدران المنازل بزخارف ملونة أخاذة تعكس البيئة الطبيعية المحيطة والمميزة, وتهدف الجلسة إلى إلقاء الضوء على دور المرأة في تشكيل العمران التقليدي في المملكة، وذلك لفهم النواحي التطبيقية والفلسفية والفنية لهذا الدور، وتحفيز المرأة على المشاركة في إحياء الفن المعماري التقليدي والتراثي الوطني والحفاظ عليه، وحث الباحثين والمهتمين على إجراء المزيد من الدراسات والنشر عن الأعمال الفنية المعمارية التي قامت وتقوم بها المرأة في المملكة، وكذلك تشجيعاً للجهات العامة والخاصة على توسيع دور المرأة كمنفذ ومصمم للبيئة العمرانية، وإلقاء الضوء على ما تتمتع به المرأة السعودية من حس وإتقان إبداعي في تشكيل التراث الحضاري السعودي. ويهدف الملتقى إلى تقييم الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني في المنطقة الشرقية, وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مجال تطوير مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة, وكذلك تحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميته وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها, والعمل على رفع مستوى وكفاءة التنسيق والشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة بما يعود بالمنافع الاجتماعية والعوائد الاقتصادية وزيادة فرص العمل في مجال المحافظة، وإعادة تأهيل واستثمار مباني ومواقع التراث العمراني. ويعتبر الملتقى السنوي للتراث العمراني مناسبة لتسليط الضوء على قضايا التراث العمراني الوطني، خصوصاً وأنه سيعقد كل عام في منطقة مختلفة، بحيث يركز الملتقى دائماً على القضايا الملحة والمستجدة التي قد تطرأ وتحتاج إلى معالجة وتركيز وتسليط الضوء عليها, على أن الملتقى يهتم بشكل عام بالمحافظة على التراث العمراني الوطني واستثماره بشكل اقتصادي يسهم في تحقيق تنمية سياحية مستدامة، وذلك تفعيلاً لتوصيات المؤتمر الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي عُقد في مدينة الرياض . ومن منطلق التركيز على برامج التوعية والتعريف بأهمية الحفاظ على التراث العمراني كمورد اقتصادي مهم للمجتمعات للمساهمة في الحد من البطالة والهجرة من الأرياف إلى المدن الرئيسية ومساهمته في تعزيز الهوية الوطنية، سيتم تنفيذ العديد من الفعاليات المصاحبة للملتقى في كل من مجمع الراشد التجاري في الخبر ومجمع العثيم بالأحساء حيث تشمل الفعاليات: تنفيذ نماذج من المباني التقليدية التي تمثل العمارة التراثية السعودية من قِبل حرفيين مختصين بهذا المجال، وإقامة معرض للصور التراثية، وكذلك فعالية التشكيل بالطين والرسم للأطفال من الفئات العمرية المختلفة مما يساهم في زرع مفهوم التراث لدى فئات المجتمع المختلفة. كما ستتضمن فعاليات الملتقى عقد لقاءات ورعاية فعاليات من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، يشمل توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث من خلال مؤسسة التراث الخيرية، إضافة إلى عقد دورات تدريبية في مجال البناء بالمواد المحلية وإقامة معرض دائم للصور التراثية في مناطق مختارة يتم تحديدها بالتعاون مع أمانة المنطقة, كما استقبلت اللجنة العلمية للملتقى ما يزيد على 80 ورقة عمل متخصصة في التراث العمراني سيتم اختيار 35 ورقة محكمة منها. يشار إلى أنه سيشارك في الملتقى عددٌ من الخبراء والمختصين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وسوف يكون اللقاء فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال تأهيل وتوظيف التراث العمراني ثقافياً واقتصادياً.