نُردّد دائمًا بأن (المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة) فئة غالية من مجتمعنا، وواجبنا رعايتهم وخدمتهم؛ ذلك ما نرفع الصوت به؛ لكن (هل ذاك واقع ملموس ومَحَْسوس)؟! عند بعض المؤسسات (لا، وكَلا) وإليكم هذا المثال البسيط: أحد الأعزاء اتصل شاكيًا: استلمت بطاقة تخفيض لابني المعاق من أحد مراكز العناية والتأهيل؛ وفيها الأمر الصريح للخطوط السعودية بتخفيض نسبته (50%) على الرحلات الداخلية والدولية!! فرحت بتلك البطاقة أو الورقة؛ ففيها تخفيف من أعبائي ولو كان جزئيًا؛ ولكن كانت المفاجأة أن قيمة تذكرة ابني المخفضة الدولية أعلى من تذكرتي العادية!! والسبب أن الخطوط السعودية تُصْدر (تذاكر المعاقين)، بناءً على أعلى سِعر لديها؛ وبالتالي فليس هناك تخفيض أبدًا؛ بل قيمة التذكرة لدى بعض الخطوط الأجنبية أرخص من تلك التذاكر المخفضة التي يَمُنّون بها على المعاقين المساكين! حقيقة تلك الحالة صدمة كبيرة تؤكد أن ممارسة بعض المسؤولين لامتطاء الكراسي المتحركة أمام العدسات، وتَشَدّق ألسنتهم ب(حقوق المُعَاقِين، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنّ لهم كلّ العَون والتسهيلات؛ مجرد عِبَارات وحَركات مرتدة عند بعضهم، وما هي إلا أقنعة تُلْبَس أمام الكاميرات، بينما الواقع الفعلي: (أيها المُعاق امْسَك الباب، ما لك عندنا شيء)!! ويبقى يا مؤسسات رعاية المعاقين، هل تتابعون تنفيذ ما تقدمون، أم تكتفون بالحِبْر على الوَرَق؟! ويا خُطوطنا السعودية هل عندكم شيء؟! [email protected]