* الحمد لله القائل: (هَوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإذَا قَضَى أَمْرًا فَإنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).. وبعد.. * فقد صعقنا بنبأ وفاة رئيس مجلس إدارة نادي الصم بجدة الأخ عادل عبدالله عريف -رحمه الله-، حيثُ كنا لحظتئذ مستغرقين في الإعداد للاحتفال باليوم العالمي للمعاقين، وعندها شعرنا نحن والصم كأن الأرض تكاد تميد بنا! * تذكرنا خلالها مآثر رئيسنا عادل الذي ولد فاقد النطق هو وأخوه عدنان عريف، وسيرته العطرة الطويلة لخدمة تلك الفئة، تذكرنا مواقفه الإنسانية الرائعة في الذود عن فاقدي السمع في الوطن وفي العالم العربي ومكتسباته خلال فترة ترأسه نادي الصم بجدة، كان خلالها حارسا لما يحتاجونه يترجمه بلغتهم ويوصل شكواهم للمسؤولين. منافحًا عن كرامة فاقدي السمع وإيجاد عمل لهم. * نبكيك يا عادل.. لأننا عرفنا واستوعبنا عن كثب عبر السنين التي شرفتنا بالعمل معك لفاقدي السمع، بعضًا من خصالك السامية، منها عمق الإيمان في قلبك، واشراقة الحكمة في رأيك، وسداد الرؤية في قولك وعملك. * نبكيك يا عادل.. لأنك كنت تبقى ساعات في نادي الصم خدمة لشرف فاقدي السمع والنطق، فتجهد نفسك ومن معك إكرامًا لتلك الفئة التي تنتمي إليها. نتذكرك وأنت تحمل خطاب الصماوات إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله تطلب مقرا لبنات الصم لتدربيهن وتأهيلهن وإيجاد فرص عمل لهن. * كنت في الوقت ذاته عطوفًا حنونًا في تلمّس أحوال فاقدي السمع من يستحق العطف والحنان. * كنت محبًا للناس وللصم يا عادل قريبًا منهم متواصلًا معهم، تلبي دعوتهم، وتشاركهم أفراحهم وأتراحهم. وبعد.. * عادل عريف.. صاحب السجل الأشم في ذاكرة الصم بالوطن، ماذا أقول اليوم، وقد حلت كلمة الحق الذي لا مفر منها! ماذا أقول وقد رحلت عن دنيانا، لم يبق لنا سوى الدعاء لك بأن يجزيك الله خيرًا عن أعمالك وأفعالك وأقوالك. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ). [email protected]