أبصم بالعشرة أنّ بنوكنا لا تُقدّر عملاءها أصحاب الحسابات الصغيرة، رغم أنّ هذه الحسابات صغيرة في مُفردها، لكنها كبيرة في مجموعها، ولولاها ما قامت لبنوكنا قائمة، وما حقّقت ولا زالت تُحقّقه من أرباح (تشطح) إلى عنان السماء!. لقد نسخت بنوكنا أنظمتها من بنوك الدول المتطوّرة وألصقتها بنفسها، فلماذا لم تنسخ منها كذلك ثقافة تقدير أصحاب الحسابات الصغيرة وتُلْصِقها بنفسها؟ هذا يؤكّد أنها تؤمن ببعض الأنظمة وتجحد ببعض، ممّا هو حُوبًا كبيرًا!. أذكر خلال إقامتي في أمريكا أنني فتحْتُ هناك حسابًا بنكيًّا صغيرًا، وطلبت من البنك بطاقة ائتمان، فتأخر البنك عن موعد توفيرها، ثمّ فوجئت بعدها بخطاب اعتذار حضاري منه، أشعرني أنني في أهمية بيل قيتس أو ستيف جوبز قبل وفاته!. على النقيض من ذلك، يحكي لي صاحبي أنّ لديه حسابًا صغيرًا في أحد بنوكنا الشهيرة، وقد قام البنك بتجميده عندما لم يسحب منه طيلة (6) أشهر بحجّة حماية الحساب، فلفّ صاحبي السبع لفّات، وداخ السبع دُوخات بين أقسام البنك مع وثائق طلبها منه -فقط- لتنشيط حسابه، ثمّ احتاج بعدها لأسبوع كامل كي يتمكن من السحب منه آليًّا، وكلّ ذلك دون أيّ شعور من البنك بضررٍ قد مسّ أحد عملائه، أو اعتذارٍ منه يجبر الخاطر!. من غير المعقول أن تثرى بنوكنا من مليارات المستصغرين، أصحاب الحسابات الصغيرة، ثمّ تستصغرهم ولا تستكبرهم، كما لا تُقدّرهم، وأحيانًا تزدريهم. ومن غير المعقول أيضًا ألاّ تتدخل مؤسسة النقد لإلزام بنوكنا بتقديم معاملة حضارية لكلّ عملائها، صغارهم الكُثُر قبل كبارهم القِلّة، وإلاّ كان ذلك انحيازًا للكبار الأثرياء على حساب الصغار ذوي الدخل المحدود، وتمييزًا مُشينًا لا حُجّة له، ولا تبرير!. [email protected] @T_algashgari [email protected]