في ظلّ الأرباح الخُرافية لبنوكنا، ممّا تتحقّق بعد كلّ رُبْع سنة، وكلّ نصف سنة، وكلّ سنة، يُفترض أن تُوفِّر سيولة مالية لسحوبات عملائها النقدية من حساباتهم الجارية التي لا يقبضون عليها أيّ فوائد، حتى لو كانت السحوبات المطلوبة بالملايين، لكنّ الواقع هو عكس ذلك تماماً، ففي يوم الأربعاء الماضي مثلاً حاولتُ سحْبَ مبلغ 10 آلاف ريال، أكرّر 10 آلاف ريال، لا 10 ملايين ريال، من أحد فروع بنكٍ شهير، وكان هذا في منتصف الدوام لا نهايته، غير أنّ البنك اعتذر لخُواء خزينته، وقد صام مديره عن الكلام ثمّ أفطر على بصلة، مُبرّراً خُواءها أنّ السَحْب في شهر رمضان يفوق الإيداع، فكم هو مسكينٌ شهر رمضان! تنتهك بعض القنواتُ الفضائية قُدْسيّته ليلاً، وتتخذه بنوكُنا شمّاعةً لسلبياتها نهاراً، والشاهد أنّ المدير، صدّقوا أو لا تصدّقوا، طلب مهلة لالتماس دعمٍ ماليٍ من مركزه الرئيسي، وهكذا يتبيّن أنه كلّما أكرم السعوديون بنوكهم وائتمنوها على أموالهم وأتخموا خزائنها بها كلّما ضنّت البنوك عليهم، حتى عند طلبهم استعادتها، وهي في ذلك كالمنشار، وهم كالخشب، يأكل الأول من الثاني طالعاً ونازلاً، بأسنانٍ حادّةٍ لا ترحم، كأسنان القرش في فيلم (JAWS)، ثمّ لا ينال الثاني من الأول شيئاً، حتى نُشارته التي كانت بُضعةً عزيزةً منه، فإلى متى هذا الاستخفاف بعملاء البنوك؟ إنها تقوم على أموالهم كما يقوم البيت على أساسه، بينما لا تُقِيم لهم قيمة، وإنّ لهم جميلاً عليها وهي لا تردّه لهم، وإلى متى تتفرّج مؤسّسة النقد على واقع الخدمات السييء للبنوك دون أن تتدخّل؟ هذه هي فزّورة رمضان، بل وفزّورة كلّ الشهور، ممّا لم أجد لها حلاًّ، فمن لديه الحل؟!. @T_algashgari [email protected]