أضحت كافة المؤشرات تؤكد على أن سوريا تعيش أيام الحسم النهائي لمعركة جنونية غير محسوبة العواقب قرر ديكتاتورها بشار الأسد أن يخوضها ضد شعبه واضعًا منذ البداية هدفًا إستراتيجيًا هو قتل أكبر عدد ممكن من مواطنيه وإلحاق أكبر قدر من الخسائر والدمار والخراب في ربوع سوريا شاملاً ذلك المكتسبات الوطنية والبنى التحتية، إلى جانب تقويض صرح الجيش السوري وترسانة الأسلحة التي أعيد بناؤها وتطويرها على مدى أربعة عقود، عندما أقحم هذا الجيش في خوض معارك شرسة ضد المواطنين الآمنين وليس ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب الذي يحتل الجولان السوري منذ 45 عامًا. فهاهو الجيش السوري الحر يحقق التقدم يومًا بعد يوم فارضًا المزيد من السيطرة على المدن والقرى والقواعد العسكرية في أنحاء سوريا، وحيث أصبح على مقربة من مطار دمشق الدولي ومن تخوم قصر الروضة الرئاسي في حي أبو رمانة الذي يضم الكثير من المقرات الأمنية والعسكرية والرسمية، إلى جانب الإنجاز الأخير الذي تمثل في توصل تلك القوى خلال عطلة الأسبوع الماضي إلى إنشاء قيادة عسكرية موحدة، في الوقت الذي توقع العديد من المراقبين أن يخرج مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي ينعقد في مراكش اليوم بقرارات حاسمة لتوفير المزيد من الدعم للمعارضة السورية سواءً على صعيد الاعتراف الأمريكي والأوروبي الرسمي المتوقع والمرجح بائتلاف المعارضة أو على صعيد الرفع الجزئي لحظر الأسلحة لمساعدة الجيش السوري الحر، وخاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بما يمكن الجيش الحر من فرض منطقة طيران محظورة بنفسه، إلى جانب ما تردد حول توجه المعارضة خلال عقد المؤتمر نحو الإعلان عن تشكيل حكومة منفى بما يسحب بساط ما تبقى من الشرعية من تحت أقدام النظام الأسدي. ما يبعث على التفاؤل بشأن مؤتمر مراكش وما يمكن أن يخرج به من قرارات مهمة على صعيد وضع نهاية لحمامات الدم والأخذ بيد الشعب السوري نحو بر الأمان بعد حوالى عامين من المعاناة والصبر،هو استقبال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لرئيس ائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب عشية اجتماع المؤتمر والاستماع إليه خلال غداء عمل، وأيضًا تقديم المفوضية الأوروبية مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون يورو لمساعدة المواطنين المنكوبين.