أكد عضو جمعية المهندسين السعودية الدكتور المهندس محمد مسفر الخثعمي، أن الكثير من أصحاب المشروعات العقارية الخاصة، يغضون الطرف خلال تنفيذ أعمال البناء، عن الدراسة والتصميم ويكتفون بطباعة مخططات مستهلكة تم تنفيذها عند جار له أو أحد معارفه ويأخذها بسلبياتها دون الالتفات الى خطورة البناء بدون دراسة هندسية مخصوصة لذات مشروعه. وكشف الخثعمي: أن هناك تدنيًا في مستوى الخدمات الهندسية من قبل بعض المكاتب الاستشارية «تجار الشنطه الهندسية» والتي يدعمها تواضع رقابة أمانات المناطق وبلدياتها الفرعية في اعتماد المخططات والانتقائية في اعتماد منتجات مكاتب استشارية ذات حظوة خاصة وخبرات العاجل والمخصوص وهذا ما يفرز لنا مشروعات متدنية الجودة والسلامة سواء على المستوى الأهلي أو الحكومي. وتطرق المهندس الخثعمي إلى مشكلة تسرب المياه الجوفية إلى خزان مياه العمائر الأرضي، وعدم تمكن البعض من تنفيذ أعمال اللياسة نتيجة غزارة المياه المتجهة من الخارج لداخل الخزان، خاصة في مدينة جدة، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة تترتب عليها الكثير من الآثار، إذ إن واقع المشكلة يبدأ بصب الخزان دون عمل عزل مائي من قبل مقاول متخصص ومجاز ومعتمد من قبل استشاري ذي كفاءة وأمانة وذلك للحيلولة دون دخول الماء من خارج الخزان إلى داخله لا سيما في مناطق يرتفع بها منسوب المياه الجوفية إلى نصف متر عن سطح الأرض أو أعلى بحيث يصل أحيانا إلى صفر – أي على مستوى سطح الأرض – مدينة جدة خير مثال على ذلك، فمن الطبيعي أن تتجه المياه عبر الخرسانة والتي تعتبر عنصرًا ممتصًا ومنفذًا للمياه العادية فما بالنا بالمياه الجوفية، والتي تعتبر خليطًا من مياه الصرف الصحي والأمطار ومصارف السيول ومخلفات المصانع وأقربها مخلفات غيار الزيوت والمطاعم في ظل عدم الرقابة على العاملين في تلك المجالات. وقال: كل ذلك الخليط يتسلل الى مياهنا الجوفية بشتى الطرق وبكل شراسة لمهاجمة خزاناتنا وفي مختلف المدن دون معرفة الكثير منا لخطورة ذلك، مشيرًا إلى أن بعض المواطنين يقع في ذلك نتيجة عدم معرفة وليس بغرض الترشيد والبعض الآخر ومع معرفتهم المسبقة بتلك المخاطر إلا أن تقليل تكاليف الإنشاء وتعظيم الربح يحول دون التنفيذ وفق الاشتراطات الهندسية الصحيحة وغالبًا ما نجد ذلك في مباني السرعة والتشطيب التجاري لدى مسوقي البناء والبيع للمباني والعمائر الجاهزة. آثار صحية وعن الآثار السلبية والصحية نتيجة تلك التسربات التي تصل إلى داخل خزانات المياه، يقول الدكتور محمد الخثعمي: نتيجة لوصول هذا الخليط بنسبه المختلفة من الملوثات لخزانات المنازل الأرضية فأنها تصبح مجمع ومصدر لتوريد وتوزيع أصناف الأمراض المعوية نتيجة توفر مسبباتها من بكتيريا وفيروسات والتي ينتج عنها التهابات معوية خطيرة وبعض تلك المسببات لايزول حتى بعد عملية الطبخ أو غليان المياه كما يحذر منه المختصين في طب الأسرة والمجتمع، إضافة الى ماتحتويه هذه المياه من مواد كيماوية منها مايسبب الأمراض السرطانية -أجارنا الله وأياكم- وقال: الغريب في الأمر أن البعض من ساكني المدن الساحلية والمدن الرئيسة والتي تشبعت تربتها بالمياه الجوفية المختلطة لايلاحظ نقص منسوب خزان المياه لديهم فهم يظنون أن ذلك من استمرارية وتواصل تغذية مياه الشرب من مصادرها الأساسية والواقع أن تلك الخزانات تتحول مع تقادم العمر الزمني إلى خزان ترشيح للمياه الجوفية المحيطة به والمتضرر هو المستخدم النهائي من ساكني تلك المباني.