لم تعد مقولة شمشون الأسطورية "عليّ وعلى أعدائي" صالحة للتطبيق من قبل طاغية الشام بشار الأسد الذي ظل مسالمًا ومتساهلًا هو ووالده إزاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري طيلة أكثر من أربعة عقود، لم تعد تلك المقولة مجدية بعد أن غيرت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لهجتها إزاء هذا الطاغية وبدأت تلوح باستخدام القوة، على إثر التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرًا المتضمن أن الجيش السوري نقل كميات من مكونات أسلحته الكيمياوية والبيولوجية من مكان إلى آخر داخل سورية، واحتمال استخدام النظام لتلك الأسلحة ضد شعبه أوتهريبها لجهات إرهابية . أهمية الإنذار الأمريكي-الأوروبي أنه موجه إلى النظام وليس للرئيس بشار الأسد وحده، وهي خطوة لها دلالتها الكبيرة، لأنها تعني تخلي رموز النظام عن الأسد وتركه وحيدًا، وأن كل من سيبقى مع النظام حتى محاولة استخدام هذا السلاح الفتاك سيحاسب حسابًا عسيرًا وسينظر إليه على أنه مجرم حرب، وهو ما يعلل انشقاق المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي مؤخرًا وفراره هاربًا، ولا يستبعد البعض أن يكون أركان النظام بما في ذلك بثينة شعبان ووليد المعلم وفاروق الشرع قد فروا هم الآخرين بعد أن كفوا عن النباح ولم يعد يرى لهم أثر أو يسمع لهم صوتًا. المشهد المتوقع في غضون الساعات القليلة المقبلة التي يعتبر المراقبون أنها ساعات الحسم الأخيرة، تبعثر جيش الأسد وقادته وقوات أمنه وحرسه الجمهوري ومحاولة الفرار بعد أن حانت ساعة المحاسبة والقصاص لكل المسؤولين الذين شاركوا في جرائم القتل والدمار الشامل الذي ألحقه الطاغية ونظامه في حق سوريا وشعبها على مدى ال20 شهرًا الأخيرة، بعد أن أصبح من الواضح أن سقوط هذا النظام الدموي يمكن أن يحدث في أي وقت، وهو ما يؤيده الوضع على الأرض بعد التقدم السياسي والعسكري اللافت الذي أحرزته المعارضة السورية، وبعد اشتداد المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية، واقتراب الجيش الحر من مطار دمشق الدولي، على إثر سيطرته على عديد المواقع العسكرية المهمة في العاصمة دمشق، عدا مؤشرات السقوط الوشيك الأخرى مثل تعليق الأممالمتحدة عملياتها في سوريا وسحب موظفيها غير الأساسيين.