ارتبط النقد بالإبداع منذ القديم، وكان المبدعون هم أفضل النقاد لأنهم أعرف بحقل نقدهم، وصاحب الحقل هو أجدر وأعرف وأقرب الناس إلى معرفه حقله ومن ثم نقده. بالمرور على هذه الناحية نلاحظ أن المبدعين العرب منذ القديم كانوا أهم أبرز النقاد، فالجاحظ المبدع هو الجاحظ الناقد البارز، وكذلك عبدالله بن المعتز الشاعر هو الناقد المميز، ثم المعري الشاعر هو الناقد الشهير. ومن العصر الحديث يبرز الناقد اللبناني الشهير "مارون عبود" مبدعًا قصصيًا وناقدًا مميزًا، وينسحب الكلام على صلاح عبدالصبور. وفي الأدب الأوروبي الشاعران كولردج، ودزورث، الناقدان الشهيران، وفي كشف ماهية "الخيال" بشكل خاص. ويبرز في هذا المجال "مارك توين" الأمريكي و"برناردشو" الأيرلندي الإنجليزي ثم "إيليوت" الشاعر والناقد الكبير صاحب الطروحات النقدية المميزة وفي الإبداعات حالات نقدية كامنة أذكر استماعي إلى آراء نقدية مميزة أدلى بها الشاعر أمل دنقل، تشكل مفهومًا واعيًا بالشعرية والشاعرية والشعر بعامة لكنه لم يكتبها لكنها كشفت عن ناقد خطير اسمه: أمل دنقل لو كتبت هذه الآراء في كتاب..!! وإذا كانت نظرية "الناقد مبدع فاشل" لها مصداقيتها ولها تأكيدها مع توفر الجانب الإبداعي في الناقد، فإن كوكبه من نقاد الأدب الحديث كانوا نجومًا باهرة وأعلامًا مضيئة في النقد العربي الحديث منهم: "رجاء النقاش"، "صلاح فضل"، و"غالي شكري" الذي لم ينل حقه ناقدًا لاعتبارات لا مجال لذكرها، وإذا كان النقد هو معادلة: "الذوق" و"القاعدة" فإن الذوق طرفًا في هذه القاعدة قد يطغى فيبرز لنا نقدًا ولا أروع وهو "النقد الانطباعي" الذي يتلون بالسخرية والذائقة النقدية الذاتية النادرة، وفي هذا المجال ظهر في ساحة النقد "النقاد الانطباعيون" في مقدمتهم: الجاحظ، المعري قديمًا، و"مارون عبود" في العصر الحديث، ومن الأدب الغربي منهم "مارك توين" الأمريكي "وبرناردشو" الأيرلندي الإنجليزي. أعطني: مبدعًا واعيًا أعطيك: ناقدًا مميزًا..!؟