قال خطيب جامع السديس الشيخ إبراهيم الحارثي في خطبة الجمعة يوم أمس: إن الحكمة ضالة المسلم، فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه، هي أن تضع الكلمة الطيبة في موضعها وتتصرف التصرف الحسن، فهل نحن حكماء وهل نبحث عن الحكمة، فربما يموت أحدنا في سبيل القوة والقهر في سبيل المال أو المنصب أو الجاه ودون أن يقاتل دون نسبه، لكن هل جرب أحدنا أن يقاتل دون الحكمة لكي يحصل على الحكمة إنها أمر عظيم وقد قال الله تعالى: «يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُو الأَلْبَابِ»، فلم يقل جل جلاله ومن يؤت المال أو المنصب أو غيرها، فما ينبغي أن يبحث عنه العاقل أن يكون حكيما في تصرفاته وكلماته وكل حياته فتكون حكيما عندما تحسن تربية نفسك وتصنع ذاتك وتغير سلوكك وتفكيرك تختار لحياتك ما ينفعك في الدنيا والآخرة، فعندما تعلم متى تغضب ومتى تسالم ومتى تكون حليما فأنت حليم، فعندما تنتمي إلى أمتك ووطنك وتختار الحق فأنت حكيم، لكنك تشعر بالألم والغضب عندما ترى خلاف الحكمة فلا حول ولاقوه إلا بالله، فأحيانا تشعر بالعجب الشديد ولا تصدق ما تسمع، فما هي الحجة التي يمكن أن نفسر بها ما حدث أمس في احدى الدول الخليجية عندما وصلت إحدى عارضات الأزياء لكي تفتح أحد المحلات التجارية فحفلة العشاء من أراد أن يدخلها فعليه أن يدفع ما يقارب 4000 ريال، ولكي تحظى بصورة مع هذه المغنية أو العارضة عليك أن تدفع ما يقارب 1200 ريال. وفي دولة خليجية أخرى حدث مثل ما حدث عندما أقيم حفل لإحدى العارضات الذي حضره 25 ألفا وكان سعر تذكرة الدخول ما يقارب 1200 ريال. أما الأعظم من كل هذا فهو زواج أحد رجال الأعمال في أوروبا من إحدى المذيعات والعارضات وإنفاقه على حفل زفافه ما يقارب 40 مليون ريال، فثمن فستان الزفاف أكثر من مليون ريال والخاتم والتاج والعقد الذي لبسته تجاوز سعره 5 ملايين دولار، فأنا أدعو رجل الأعمال السعودي أن يذهب معي زيارة خاصة إلى جنوب محافظة جدة أو أحياء شرق جدة لزيارة إخوانه المسلمين من السعوديين وغير السعوديين من الذين يبيتون أحيانا طاويين من الجوع من الذين أغرقت بيوتهم الأمطار الخفيفة التي هطلت قبل أيام على المحافظة لأنها عبارة عن عشش. فنحن اليوم نستنكر ما يحدث لكننا في حاجة إلى الحكمة الضالة فربما بعضنا يتابع مغنية أو عارضة أزياء في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها فهذا ليس من الحكمة ولا من الهدى ولا من النور ولا من الإيمان. فهذه هي أمة الإسلام في آخر عصورها، فحينما تتبدد المفاهيم يحدث مثل هذا، فكل هذا حدث في بلاد المسلمين، فكيف يقبل مسلم أن يحضر مثل هذه الحفلات؟.