الأسبوع الماضي صدر من أحد أعضاء الغرفة التجارية الصناعية بجدة القَوْلُ بأنّ هناك (70 ألف وظيفة) سائق نَقْلٍ ثَقِيْل براتب (8000 ريال)؛ أُعْلِنَت للسعوديين ولم يتقدموا لها! يا هُوه حَدّث العاقل بما لا يُعْقَل فإنْ صَدّق فلا عَقْل له؛ فكيف لشَبَاب يرضى بوظيفة حارس أمن يواجه الخطر فيها، ويعاني حَرّ الصيف، وبَرْد الشتاء براتب لا يتجاوز ألفي ريال، أن يرفض وظيفة سَائق ب(8000 ريال)؟! ذلك القَول تَمّ نَفْيه عاجلاً في صحيفة الاقتصادية يوم الاثنين الماضي من اللجنة الوطنية للِنّقْل في مجلس الغرف السعودية؛ حيث أكدت استحالة وجود تلك الوظائف! ولكن تلك الحادثة تختصر حقيقة نظرة الكثير من أطياف القطاع الخاص للسّعْوَدة؛ إذ القاعدة عندهم (استقدام أربعة وافدين أوفَر وأجدى من تعيين سعودي واحد)! وبناءً على تلك القاعدة تظهر الوظائف الوهمية، واتهام الشباب السعودي بالكسل وعدم الجِدّيّة، ثم تأتي الشروط التّعْجِيْزِيّة التي تُفَصَّل لتناسب الوظيفة (أيَّ وظيفة) الوافِد فقط!! يا جماعة (السَّعْوَدَة) بالقَرَارات التي تستهدف الشركات المتوسطة والصغيرة، وتكون من عواقبها رفع تكلفة المعِيشَة على المواطن البسيط لن تنجح أبداً! السعودة تَتَحَقّق بإحصاء الوظائف التي يمتطيها (وافِدون) في الشركات والمؤسسات الكبرى التي يجب أن تكون فيها البداية. ثم بتأهيل الشباب السعودي وتدريبهم لكي يكونوا قادرين على العمل بتلك الوظائِف برواتب مناسبة وعقود وظروف عَمَل تَحْفَظُ حقوق أولئك الشّبَاب، كما تضمن حقوق الشركات والمؤسسات، (والتجربة العُمَانِيّة خير مِثَال)!! وهنا لا تستغربوا أن تقرؤوا أو تسمعوا عن الإعلان عن وظيفة (بائِع حَبْحَب أو بَطّيْخ) في القطاع الخَاص بالشّروط التالية: (خبرة لا تقل عن عشرين سنة في معرفة لَون البَطّيخ من الداخل، وإجادة اللغة السَنْسِكْريْتِيّة تحدثاً وكتابة، وإجادة لعْبة الكِيْرَم بأصابع القدم اليسرى)، وكُل سَعْوَدَة وأنتم بِخير!! تويتر: @aaljamili [email protected] [email protected]