حين تكتب مادة البحث: حريق مستودعات 2012 على محرك البحث: العمدة جوجل، ستجد أن نتائج البحث: حوالى 983.000 من النتائج في مدة لا تتجاوز (عدد الثواني: 0,26)، فماذا لو منحنا جوجل يومين للبحث، وليس أجزاء من الثانية، وتخيّلوا لو نزل جوجل ميدانياً ليبحث عن النسخ المخفية من الأخبار؛ التي لم ترفع على الشبكة العنكبوتية، ويحاول أن يعرض لأسباب الحرائق التي ليست مصادفة ولا موضة ولا فايروس؛ لتنتشر بهذا الكم كل عام في نفس الفترة، في مثل هذه الأيام، مع إن الجو أوربي لا يمكن اتهام الحر والشمس! تقول العصافير: إن هذه الفترة هي أواخر العام المالي، حيث يحل موعد الجرد السنوي، ويقترب موعد (الهبشة الكبرى)، للاستفادة من التأمين على المستودعات، وطالما شركات التأمين هي من سيتكرم (بكع) التعويضات؛ لا أظن أن أحداً سيتعاطف أو يتساءل ما ذنبها، لأن موبقات أغلبها جسام وكبائرها عظام وضحاياها أكوام أكوام، لكن ما ذنب الدفاع المدني ومصلحة المياه والهدر وإزعاج السلطات؟! الحق إن المفترض أن يكون للدفاع المدني نصيب من التأمين، وربما لو رعى الدفاع المدني مشروع كاميرات شقيق لساهر وليكن (شاهر) أو (ظاهر) أو (ماهر) أو (قاهر) ليس مهماً، المهم أن يضاعف المخالفات ويعاقب حارقي المستودعات. مشاعرنا تجاه ما تتكبده شركات التأمين متبلدة وربما شامتة ومتشفية، بفعل ما تقترفه أغلب هذه الشركات بحق الأفراد، هذه المشاعر تشبه مشاعرنا تجاه بعض أعضاء شرف الأندية الذين (يهبشون) الملايين في صفقات العقار واستغلال حاجة المواطن لمسكن ثم (يكعون) بعضاً منها في صفقة ضم لاعب، ربما نأسف كثيراً للمبالغة غير المنطقية في أسعار اللاعبين وسط تأزم الحالة الاقتصادية للمواطنين وارتفاع الأسعار، لكننا نعزي أنفسنا أن من يدفع الملايين لم يتعب في تحصيلها ولم يكن عصامياً بدأ ببيع السوبيا وتقشير الفول السوداني لقرود الهدا وفجأة (هوب) صار هاموراً إمبراطوراً يملك الأرض والفضاء. [email protected]