لو اشتكى مهندسٌ يابانيٌ مُتخصّصٌ في الهندسة الصناعية من البطالة، فهل ستصدّقونه؟. طبعاً كلاّ، إذ كيف يكون عاطلاً واليابان من أكبر الدول الصناعية في العالم؟ ومصانعها تُحيط به إحاطة السوار بالمعصمِ؟. طيب، لو اشتكى مهندسٌ سعوديٌ مُتخصّصٌ في هندسة البترول من البطالة، فهل ستصدّقونه هو الآخر؟. نظرياً، لن تصدّقوه، لأننا من أكبر الدول المُنتجة للبترول في العالم، وحقول البترول وآباره ومصانع مشتقّاته تُحيط به إحاطة السوار بالمعصم، لكن عملياً وللأسف: صدّقوه، فهاهو مهندس بترول سعودي بعث لي أنه تخرّج عام 2007م من جامعة الملك سعود، ولم يجد أيّ وظيفة في جهةٍ حكومية أو خاصّة، بحجّة أنّ تقديره مقبول، وهذا الكلام غير مقبول، بالنسبة لي على الأقل، فالتقدير المقبول هو الحدّ الأدنى المطلوب للنجاح الدراسي في الجامعات، وللتأهّل لميادين العمل، ولولا ذلك ما خرّجته الجامعة، وغير هذا أعتبره أنا تعقيداً من هذه الجهات لخرّيجينا، ولو كانت هي حقاً حريصة على توظيف الخرّيجين ذوي التقديرات العالية فقط لما وظّفت المهندسين الأجانب الذين تخرّج بعضهم بتقدير مقبول من جامعات خارجية أضعف علمياً من جامعة الملك سعود، أو ذوي الشهادات المُزوّرة، بل أنّ بعضهم يعمل في قطاع البترول وهو غير مُتخصّص دراسياً فيه!. فيا وزير الخدمة المدنية: ويا وزير العمل: ويا وزير التعليم العالي: ويا أصحاب الشركات ومسئولي الجهات: ويا كلّ من يهمّه الأمر: إنّ مهندس البترول هذا.. عاطلٌ بنكهة البترول الذي هو دخْلُنا الأكبر، وهو عيّنة من مئات المهندسين السعوديين العاطلين، في جميع التخصّصات، يعني بمختلف النكهات، ممّن يستحقّون فرص العمل في بلدهم، فلماذا تُفوّت عليهم؟ ألا تعلمون أنهم لم يتجاوزوا نسبة 20% من مجموع المهندسين العاملين لدينا؟ وهي نسبة منخفضة مقارنة بحجم وقيمة مشروعاتنا، فلماذا تَسَعُ الجهاتُ المهندسين الأجانب وتضيق بهم؟ أما من استراتيجية تُعيد هذا الوضع التائه لجادة الطريق؟ لقد هاجر كثيرٌ منهم إلى دول أخرى فهل ترضون بهذا؟ أليسوا هم الأحقّ بتنفيذ خطط بلدهم التنموية؟ إلى متى يغيبون عن الاهتمام والذاكرة؟ إنها مصيبة أن يبني لنا غيرُ مهندسينا في وقتٍ يَعْطُل فيه مهندسونا أو يبنون لغيرنا!. تويتر: T_algashgari @T_algashgari [email protected]