في مقالي الأسبوع الماضي حول الملتقى الدولي لمدراء الجامعات، والذي عُقد في جامعة كايستKAIST في سيؤول بكوريا الجنوبية، تحدثت عن مدير جامعة كايست وقد لاقى الحديث عنه صدى طيبا، ونزولا عند رغبة بعض الزملاء للإستفاضة في الحديث عنه، هاأنذا أنقل لكم بعضا مما عرفته عن هذا الرجل: فمنذ تعيين أ.د. " نام بيو سوه "Prof. Nam Pyo Suhمديرا لجامعة كايست عام 2006 م ، وضع نصب عينيه أن تكون الجامعة أفضل جامعة للعلوم والتكنولوجيا في العالم. لأجل ذلك أحدث العديد من التغييرات في الإدارة العليا، والبنية الأكاديمية، ومناهج التعليم، ونظام التعاقد مع أعضاء هيئة التدريس، وبنية البحث العلمي. كما أنشأ معهد كايست KAIST للبحوث المشتركة (بين الأقسام والكليات في القضايا الملحة). كما تمكن من رفع ميزانية الجامعة من 300 مليون دولار إلى 740 مليونا من الدولارات، ورفع موجوداتها إلى بليون دولار. لذلك ارتفع دعم البحث العلمي مرتين ونصف خلال تلك الفترة (من 118 الى 258 مليون دولار). بالإضافة لما تقدم تمكن الرجل من تغيير أسلوب التعليم لطلاب البكالوريوس. حيث أصبح الطالب محور العملية التعليمية، واستحدث نظام المجموعات للتعلم بدلا من الفصول الدراسية، وأحدث التغيير في طرق التدريس بحيث أصبحت أكثر مواءمة لحاجة كل طالب. وتم التحميل الألكتروني لكل المنتجات التدريسية من محاضرات وخلافه، ليتمكن الطالب من العودة للمعلومة متى ما شاء، وقد أظهر الطلاب الكثير من الارتياح والتجاوب لكل ذلك التطور. أما بالنسبة للتصنيفات العالمية فقد حسّن تصنيف الجامعة من 200 في عام 2006 م - حين استلم إدارة الجامعة - إلى 63 في 2012م، كما احتلت المرتبة الخامسة عالميا بين الجامعات ذات العمر أقل من 50 عاما. أما مؤسسة "طومسون رويتر" فاعتبرتها واحدة من أعلى الجامعات المائة إبداعا في العالم. هل هناك أمر معجز أو خارج عن الممكن والمعقول فيما فعله هذا المدير؟. . أبدا... وهل هناك من بين قياداتنا الأكاديمية من يستطيع أن يفعل مثل ذلك وأكثر ؟ . . نعم وألف نعم !! إذا فما هو السر لما تم إنجازه هناك؟ يجيب مدير كايست KAIST قائلا ( إنها الخصوصية التي منحها لجامعته والإحساس بالتميز والتي استلهمها من الإستقلالية الأكاديمية وحسب !!). يستطيع - من يريد - أن يجعل لوائح وأنظمة التعليم العالي لدينا , وبوضعها الحالي خادمة لمفهوم " الإستقلالية الأكاديمية ". لكنني أجزم أن هناك متسعا للتغيير والتحسين في تلك اللوائح لتكون أكثر استجابة وتمثيلا لذات المفهوم، وسوف ينطلق - حينها - المخلصون من قيادات التعليم العالي في المملكة لينافسوا مدير جامعة كايست الكورية الجنوبية، بل وليحققوا ما لم يستطع تحقيقه . . ولي عودة لسيؤول إن شاء الله . . وبالله التوفيق . وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة [email protected]