لو علم فيثاغورث العالم الفيزيائي مكتشف نظرية " لكل فعل رد فعل مساوِ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه " ان نظريته قد تتغير مع تغير الزمان والمكان والحدث لما كان من العلماء الذين بهروا العالم بهذه النظرية الفيزيائية التي بنيت عليها العديد من النظريات الفيزيائية اللاحقة . تذكرت هذه النظرية خلال متابعتي لملابسات وفاة الطفل صلاح الدين يوسف جميل (رحمة الله عليه وألّهم أهله الصبر والسلوان )، داخل مستشفى عرفان جراء خطأ طبي أودى بحياته ، وكيف أن المستشفى المذكور شهد على مدار الثلاث سنوات الماضية ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية ومن ثم زيادة نسبة الوفيات لديه ، حتى أن بعض أصدقائي كان ينعته "بالمقبرة " ، وتساءلت هل قرار وزارة الصحة إغلاق المستشفى لمدة شهرين فقط إلى حين تقويم أوضاعه خلال ستة أشهر ومعالجة الخلل داخل المنظومة الطبية لديه قرار رادع بالدرجة الكافية ؟ هل الفعل الذي نجم عن هذا الخطأ الجسيم مساوٍ لردة الفعل المتمثل في قرار الوزارة ؟ أم أن الفعل كان أكبر بكثير من ردة الفعل تلك ؟ خلال متابعتي لبعض ما نشر في الصحف أن هناك صعوبة في نقل العديد من المرضى إلى مستشفيات أخرى وأن هناك ما يقارب(2200) موظف سوف يتم تسريحهم وكأن إدارة المستشفى بدأت تسخير كافة قنواتها الإعلامية لاستعطاف وزارة الصحة للرجوع عن هذا القرار وإعادة فتح المستشفى مرة أخرى . لقد كان قرار الوزارة شجاعاً وحاسماً ورسالة صريحة للقطاع الصحي في الوطن ويعد بمثابة تحذير بأنه لا تهاون في هذا القطاع الهام. وأن القطاع الصحي يمثل أحد أهم القطاعات الهامة التي تؤثر في حياتنا اليومية ومستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة ، ويجب أن لا تترك نوافذ الإهمال مفتوحة على مصراعيها حتى لا تخرج مرضانا جثامين لا قدر الله من تلك المستشفيات التي تعاني من بؤر الأخطاء والإهمال الطبي ... أسأل الله العلي القدير أن يجير يوسف جميل وأهله في مصيبتهم ويخلف لهم خيراً منها " . همسة : سياسة رد الفعل عفى عليها الزمان فنحن لسنا بحاجة إلى الانتظار لحين إزهاق أرواح بالمستشفيات لتتحرك وزارة الصحة ، ولا إلى انفجار حافلة محملة بالوقود ليتحرك الدفاع المدني ، ولا لغرق المئات تحت سيول الأمطار لتتحرك أمانة مدينة جدة ، نحن بحاجة إلى معالجة الخطر والمشكلة لمنع حدوثها وأن نحدد كافة المخاطر التي تواجهنا ووضع حلول لمعالجتها ومنع حدوثها .