انتقد الدكتور عبدالله بن صالح وكيل وزارة الصحة سابقًا استراتيجية بعض المؤسسات والجهات وقيام غالبية المسؤولين بهدم ما بناه السابقون لهم مطالبًا بتفعيل الاستراتيجيات وان تكون هناك شفافية في طرحها على الملأ. وأشار إلى أن الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التخطيط تسير في جهة بينما التنفيذ في جهة أخرى. جاء ذلك في محاضرة له بملتقى الأحبة الذي يقام كل سبت بمنزل مؤسسة عبدالحميد محمد أمين كاتب بحضور عدد كبير من المثقفين والرموز والمؤرخين والباحثين يتقدمهم الفريق متقاعد هاشم عبدالرحمن مدير عام الدفاع المدني الأسبق واللواء دكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية والدكتور أحمد المورعي والدكتور محمود زيني والدكتور حسن مختار عضو مجلس الشورى سابقًا. وقال في محاضرته: إن الاستراتيجية منهج مستخدم في الإدارة العسكرية وانتقل إلى إدارة الاعمال خلال الربع قرن الاخير واخذت به المؤسسات الحكومية والهيئات الدولية والشركات العالمية في الدول المتقدمة وحصل سوء فهم بين الاستراتيجية والخطة لدى الكثيرين. وقال إن الاستراتيجية ليست خطة رغم أن الاخيرة تشتق منها. واوضح ان الخطة عملية ادارية تشغيلية وان الاستراتيجية ليست احلاما او طموحا او أغراضا او اهدافا بل وسيلة وآلية فكرية لان نجعل المؤسسة أو الهيئة فريدة عن غيرها من المنافسين واشار الى تجارب بعض الدول في الاستراتيجيات وقال في الاردن تقوم كل وزارة وجهة وادارة بعمل استراتيجية خاصة بها بعكس ما هو عندنا في المملكة (وزارة للتخطيط) تقوم بعمل استراتيجية ولكن للاسف الاستراتيجية في جهة والتنفيذ في جهة أخرى. وتطرق صالح الى التخطيط الاستراتيجي، وقال هو عبارة عن عملية تقوم بها المؤسسة أو الهيئة للتعريف باستراتيجيتها مشيرًا إلى وجود مكونات وعناصر للتخطيط الاستراتيجي منها الفهم التام لرؤية أي مؤسسة او هيئة او شركة ورسالتها واستراتيجيتها واوضح ان الادارة في جوهرها عبارة عن تنظيم نشاط بشري جماعي هادف والادارة المعاصرة تعتمد على أربعة أركان أساسية تتمثل في القيادة والتقنية والعاملين والنظم حاثا الشباب على تعلم كل علم فيه فائدة للأمة. الفرق بين القائد والرئيس وقارن الدكتور عبدالله بن صالح في محاضرته بين القائد والرئيس وقال: القائد الناجح يطلب ممن حوله الوقوف معه وان يكونوا عونا له فيما يرى الرئيس أنه سلطة شرعية يعمل ما يشاء حتى يتأثر الجهاز الذي رأسه سلبًا لا إيجابًا. وعلق الفريق متقاعد هاشم عبدالرحمن في مداخلة له على الاستراتيجية العسكرية وقال: اختلف مع المحاضر حول الادارة العسكرية مؤكدًا التزامها بالانضباطية منذ دخول العسكري في هذا المجال الى نهاية الخدمة. وقال: نحن بحاجة إلى الحوار الهادف المفيد ولعل من فضائل هذا المجلس أن يتعدى الأمر مجرد النقاش الى رفع مقترحات ورؤى الى ولاة الامور. وفي مداخلة للواء الدكتور أنور عشقي قال: إن علم الاستراتيجية يعني تحديد الهدف وتوظيف الإمكانات للوصول إليه مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الادارية عبارة عن ادارة عليا يتحدد فيها الهدف، وليست هناك دولة لديها خطة استراتيجية كاملة غير امريكا. وقال: لدينا شركات ومؤسسات ناجحة لأن لديها خططًا استراتيجية مثل ارامكو ونحن كمسلمين لنا هدف استراتيجي أعلى هو لا إله الا الله محمد رسول الله.