قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية اللواء الركن المتقاعد الدكتور أنور بن ماجد عشقي: إن العدالة في الإسلام قائمة ولكن بعض المسلمين أخلوا بها، ولو وضع عمر بن عبدالعزيز نظاماً للعدالة لما تفشت الديكتاتوريات. وكان الحديث قد ساد عن العدالة والانتخابات، في المحاضرة التي ألقاها عشقي بنادي حائل الأدبي أول من أمس بعنوان "ثقافة الانتخابات والقيم الانتخابية"، واختلف الحضور في تطبيقهما، وانقسموا حول نتائجهما، ففي الوقت الذي رأى عضو هيئة التدريس في جامعة حائل الدكتور فهد العوني أن أحد المداخلين تعدى على قيم العدالة بإصراره على المداخلة وتجاوز دوره، وأن الانتخابات أفرزت تكتلات نتج عنها فوز أشخاص سيئين كانوا أعداء لأنفسهم على حد قوله، مستشهدا بالانتخابات البلدية في دورتها السابقة، انبرى المدرس في المعهد العلمي عايد خليف الشمري للدفاع عن نفسه وقال "أنا استأذنت وأعرف الأدب، وهذا قاعد يغلط على مشايخ ممن فازوا في المجلس البلدي". وبدأت المحاضرة التي أدارها اللواء سعود المشعان في القاعة الثقافية بمقر النادي بعرض لبعض نماذج الانتخابات والناخبين في مجلس الشيوخ الأميركي، وتحدث عشقي عن العدالة وقسمها إلى شرعية ووضعية، وأكد أهمية تحقيق العدالة الوضعية أو الشرعية ودور الانتخابات في تحقيق العدالة، ثم ألمح إلى بداية الانتخابات في العالم وأنواعها: العام والمقيد والمباشر وغير المباشر، ودور المنتخبين في تحقيق الأهداف المرسومة لمجالسهم، ثم تناول أهداف الأندية الأدبية التي نصت عليها اللائحة، وقال إن الانتخابات في الأندية الأدبية تشجع أعضاء مجلس الإدارة على تحقيق الأهداف، لأن أعضاء الجمعية العمومية سيراقبون أداء المجالس ومدى تحقيقها للأهداف، مؤكداً ضرورة أن يكون للنادي خطة إستراتيجية لتحقيق تلك الأهداف، وبعد ذلك تناول الممارسات الانتخابية وقال إن الولاياتالمتحدة ليست كما نتصور، فهي لا تتمتع بالمثالية الديموقراطية في الانتخابات، ملمحاً إلى أن المملكة قادرة على صبغ كل منتجات الثقافة بصبغة إسلامية، وقال ومع ذلك ليس لدينا تطرف في رفض أي ثقافة، بل لدينا قدرة على الاستفادة من جميع الثقافات، فمهما أخذنا من الغرب فإننا نصبغه بقيمنا الإسلامية. بعد ذلك جاءت المداخلات، وكانت أولاها للمهندس حسني جبر أثنى فيها على ما قدم في المحاضرة وتناول الانتخابات كمنجز إنساني. فيما قال الدكتور عبدالله البطي في مداخلته: قد يكون هناك خلط بين القيم والوسائل والانتخابات وسيلة وليست قيماً، ورغم أن الانتخابات كانت مرفوضة في الماضي لأنها كان ينظر إليها على أنها قيم، والعدالة واحدة سواء طبقناها أو لم نطبقها والكل يبحث عن العدالة، وينبغي أن نتحمل بعض السلبيات أثناء تطبيق الانتخابات، ومن الأفضل أن تتسع الدائرة الانتخابية، فكلما اتسعت القاعدة اتسع تطبيق الديموقراطية، ليعلق الدكتور عشقي بأن العدالة الوضعية تختلف عن العدالة الشرعية، وقال: الوضعية ستفرض علينا قيماً نحن لا نريدها مثل "المثلية" في الغرب. وقاطع عايد خليف الشمري (المدرس في المعهد العلمي) مدير المحاضرة حين أعلن انتهاء الوقت المحدد للمداخلات وأصر على أن يداخل، وقال: لماذا نفتح على أنفسنا أبواب العدالة الوضعية ويستغلها أصحاب التيار الليبرالي والعلماني؟، وأضاف: التيارات الإسلامية التي تركز على العقد الاجتماعي تخطط تخطيطاً خطيراً، لأن نظريات العقد الاجتماعي تركز على أنه يحق فسخ العقد مع الحاكم متى ما أراد الشعب. وتساءل الشمري: هل العدالة التي تحدثت عنها في عهد عمر بن عبدالعزيز عدالته في الحكم أو في تداول السلطة وهو الذي جعلها وراثية؟. فرد الدكتور عشقي: لم أقل إن عمر بن عبدالعزيز غير عادل، هناك حضارة ودين، والحضارة نتاج بشري ولكن تحكم بالشريعة، والعدالة في الإسلام قائمة ولكن بعض المسلمين أخلوا بهذه العدالة، والغرب سبقنا بالتنظيم ويجب أن نستفيد من هذا التنظيم، ولو وضع عمر بن عبدالعزيز نظاماً للعدالة لما تفشت الديكتاتوريات.