تصاعدت ردود الأفعال على الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي، وواصلت القاهرة مواقفها القوية الرافضة للغارات الإسرائيلية حيث عقد الرئيس محمد مرسي اجتماعًا مطولًا مع أعضاء حكومته برئاسة الدكتور هشام قنديل صباح أمس الخميس بعد ساعات من قرار مصر بسحب سفيرها من تل أبيب وطرد السفير الاسرائيلي بالقاهرة، بعد استدعائه وتسليمه رسالة شديدة اللهجة لتسليمها لحكومته. وناقش «مرسي» مع حكومته تداعيات الوضع في غزة والاستعدادات المصرية للتعامل مع أية امتدادات لأحداث غزة على مصر، وواصلت القاهرة مواقفها الرسمية لنصرة سكان غزة، حيث قررت فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، واعلنت حالة الاستعدادات القصوى بمستشفيات سيناء ومنطقة القناة لاستقبال وعلاج المصابين الفلسطينيين، وجاءت ردود الفعل الرسمية لمصر تجاه غارات غزة وسط ترحيب شعبي لقرارات الرئيس محمد مرسي الذي حقق ارتفاعًا ملموسًا في شعبيته وقبوله في الشارع المصري، ولدى كل القوى السياسية والحزبية، وعلى المستوى العسكري أعلنت وزارة الدفاع المصرية حالة التأهب القصوى بين القوات المصرية، وهي مستمرة في عملياتها العسكرية في سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية والتكفيرية، وعربيًا أعلنت جامعة الدول العربية في بيان عاجل لها أمس الخميس عقد اجتماع فوري لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب عصر غد السبت لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تلبية لطلب كل من الرئيسين المصري محمد مرسي والفلسطيني محمود عباس. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إن هذا الموعد تم بالتشاور بين الأمين العام للجامعة نبيل العربي وعدد من القادة ووزراء الخارجية العرب. وأشادت قوى سياسية وحزبية بقرار الرئيس محمد مرسي سحب السفير المصري من إسرائيل واعتبرته خطوة جيدة يجب أن تستتبعها خطوات أخرى لحماية أرض سيناء وتطهيرها. ووصف المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع نبيل زكي في تصريح له بأن القرار إيجابي، مضيفا أن اكتمال مهمتنا الوطنية يقتضي فرض السيادة المصرية على أرض سيناء، حيث إن هذه هي فرصة مصر لطرح القضية الآن بمناسبة سحب السفير لكي تتم حماية الكرامة الوطنية، ولكي يترجم ذلك إلى واقع عملي، على الدولة المصرية أن ترسل قوات من الجيش المصري لتطهير سيناء من العناصر التكفيرية والإرهابية. وقال اللواء محمد الدويك الخبير الأمني إن ما تقوم به إسرائيل تجاه قطاع غزة متوقع لمواجهة الوضع المتأزم الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية، وأمام المشروع النووي الإيراني المسدود، فإن الحكومة الإسرائيلية ترى في قطاع غزة فرصة سانحة لدعاية انتخابية أكبر، ونتنياهو يحاول في غزة أن يثبت للمجتمع الإسرائيلي وللناخبين الاسرائليين أن حكومته حكومة قوية وهي تقدم الانجازات العسكرية وتقوم بحماية المدنيين والمواطنين الإسرائيليين كما يزعم دائمًا، وبالتالي يجعل من قطاع غزة ورقة انتخابية ودعاية انتخابية له ولحزبه، والأيام القادمة قد تشهد تصعيدًا، فهي لا تستطيع أن تقدم على أي مغامرة تجاه المشروع النووي الإيراني لذلك تحاول أن تجعل من قطاع غزة ورقة للدعاية الانتخابية لحكومة نتنياهو واليمين المتطرف الذي لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح، ودائما يحاول أن يقنع شعبه وجمهوره في الداخل بأنه هو الأقوى وهو المسيطر، وأنه دائما على استعداد تام للقيام بكل ما يلزم للمحافظة على أمن دولة إسرائيل.