حصل مركز العون مؤخرا على جائزة مكة للتميز ، نظرا للخدمات المميزة التي يقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة ، فيما تعد الجائزة الجديدة امتدادا لسلسلة جوائز صاحبت مشواره حيث حصل على مركز الوصيف فى جائزة شايلوت من قبل وفد الاتحاد الأوروبي ، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى الدولية والمحلية . « المدينة «التقت عددا من منسوبي المركز خلال جولة تفقدية بهدف الوقوف على مستوى الخدمات التي يقدمها لمستفيديه من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وقالت ميساء باشيخ أن المركز يختص المركز بتقديم خدماتهلذوي الاحتياجات الخاصة (( من فئة الإعاقة الذهنية فقط )) . وقالت :» سبب اقتصارنا على هذه الفئة هو رغبتنا في تقديم خدمات متكاملة ، وعالية الجودة لهم « مشيرة إلى أن المركز خيري وغير حكومي و يعتمد على جهود رجال الأعمال التطوعية، وأوضحت أن توسيع النشاط ليشمل باقي الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى زيادة الدعم المالي ، والميزانية المخصصة للمركز « . وتستطرد بعد لحظة صمت :» ولكن ميزانيتنا الحالية تعد ملائمة بالنسبة إلى عدد الأفراد الذين نخدمهم من ذوي الإعاقة الذهنية ، والذي يتجاوز عددهم ال 350 فردا .. ونحرص على مساعدتهم ، وتوفير جميع ما يحتاجونه من دعم ورعاية ، بل وتأهيل لسوق العمل « . وتضيف : « بدأنا هذه التجربة منذ 1418 ه ، حيث قمنا بتوظيف اثنين من مجموعة ما قبل التأهيل المهني _ أي المجموعة التي تتراوح أعمارها ما بين 12 - 16 عاما _ في إحدى المصانع التجارية ، و قمنا بفتح فرص عمل لآخرين بالمركز .. وما زلنا نعمل بكل طاقاتنا لتأهيلهم ،وتوفير الوظائف الملائمة لهم «» . وأوضحت أن المركز يضطلع بدور المدرسة التثقيفي ، وبدوره أيضا كمركز تأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث يبدأ العمل منذ الصباح وحتى الساعة الرابعة عصرا ، وانه خلال هذه الفترة يتم انجاز الكثير من النشاطات يوميا ، سواء في الجانب التوعوي عن طريق البرنامج التعليمي الذي نقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة حسب ما يلاءم قدراتهم الذهنية ، أو من خلال الجانب الترفيهي الذي يبرز مواهبهم وإمكانياتهم ، ويساعدهم على قضاء أوقات فراغهم ، سواء بالرسم ، وانخراطهم في الأعمال اليدوية ، أو ممارستهم للأنشطة الرياضية المختلفة التي تفرغ طاقاتهم . ثم بعد ذلك نقوم بجمع اللوحات التي ابتدعوها . وقالت انه يتم عرض تلك الأعمال في المعرض الذي ننظمه في المركز أو ما أصطلح على تسميته ( بالبزار ) ، بهدف تشجيعهم ورفع معنوياتهم ، وذلك حينما يرون أعمالهم تعرض وتشترى سواء من قبل ذويهم ، أو من الشخصيات العامة المدعوة لزيارة المركز . وأثناء التجوال في المركز التقينا بجوقة من المواهب المتنوعة ، ومن بينهم سارة وهى طفلة لم تتجاوز العقد الأول من عمرها لديها الجرأة وحب الظهور ، حيث سبق أن شاركت في مسرحية، وأدت دورها بشكل لفت أنظار الحضور . أما زميلتها ألطاف فتمتلك موهبة الرسم والتمثيل أيضا ،كما التقينا خلال حنين وأمينة ، و كانا يجلسان في ( البزار ) وهما يعرضان منتجاتهما ، ومنتجات زملائهما للزوار . و عبرت حنين عن حبها للأنشطة الرياضية حيث تعمل في المركز كمساعدة لمدربة الرياضة، أما زميلتها أمينة فبدت سعيدة بعرض أعمالها اليدوية، لاسيما وأنها تهوى الخياطة والتطريز، بينما بدا أحمد ( والذي لم يبلغ عقده الثاني بعد ) متعدد المواهب ، يعشق كرة القدم ، و السلة ،والسباحة ، وسبق له أن شارك في العديد من المسابقات ، وحصل على ميداليات قيمة أبرزها : الميدالية الذهبية في الجري والسباحة وفي هذا الصدد يقول صلاح الدين القشقيش( منسق المرحلة التحضيرية في المركز ) : « على الرغم من أن جميع المستفيدين من خدمة المركز هم من ذوي الإعاقة الذهنية متلازمة داون ، إلا أن الكثير منهم استطاع أن يقهر الظروف ، ويبرز مواهبه وقدراته ، بل ويمارس حياته كسائر الناس ، وهذا بلا شك إنجاز يدعو إلى الفخر والاعتزاز بهم « .