الكثير منا قد يعتقد عكس ماورد في عنوان المقال بمن فيهم أنا ، غير أن الدراسة الميدانية التي أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام ونشرت نتائجها مؤخراً تؤكد عنوان المقال ، إذ أثبتت نتائج الدراسة التي شملت الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم من 15- 29 سنة ، أن نحو 43,2% من الذكور مقابل 36,9% من الإناث لديهم وقت فراغ يتراوح مابين 4-6ساعات يومياً ، ولم تقتصر المفاجأة على حجم وقت الفراغ بل إن الإناث أظهرن إهتماماً أكبربالوقت من خلال اعتبارهن أن وقت الفراغ يعد مشكلة حيث أكدت نسبة 33,3% من النساء أن الفراغ يعتبر مشكلة مقابل 30.6% من الذكور والسؤال الأهم الذي أجابت عنه الدراسة هو فيما يقضي الشباب وقت الفراغ فأما الأنشطة الإجتماعية فكانت تركز على زيارة الأصدقاء أو الأقارب أو التحدث بالهاتف أو الذهاب للإستراحات والمقاهي ، أما الأنشطة الثقافية فكانت تركز على مشاهدة التلفزيون أو إستخدام الإنترنت أو القراءة وبعد تلك الأنشطة جاءت الأنشطة الدينية والذهنية والبدنية مثل ممارسة الرياضة وألعاب الكمبيوتر والتجول في الأسواق أو السفر والسياحة وكذلك لعب الورق وقد جاءت الأنشطة الإنتاجية في ذيل القائمة وذلك مثل الأنشطة المنزلية أو العمل الإضافي . وفي إعتقادي أن هذه الدراسة تعد من أهم الدراسات التي توضح خارطة الأنشطة الشبابية لأكثر من نصف المجتمع والذين يمثلهم الشباب والشابات في مجتمعنا، إذ توضح ماهي المجالات التي يجب أن يتم التركيز عليها لتقديم ماهو مفيد ومنتج للشباب والشابات في أوقات فراغهم التي قد تصل إلى 12 ساعة يومياً ، كما توضح أين يمكن أن نجد الشباب وماهي اهتماماتهم اليوم وماهو الأسلوب الأمثل الذي يمكن من خلاله أن يتم احتواؤهم بدل أن نتركهم ليفترسهم وقت الفراغ بما فيه من إيجابيات وسلبيات . دورنا كجهات حكومية وقطاع خاص أن نسعى لتقديم ماهو مفيد ومسلٍّ ومنتج من برامج للشباب والشابات لتصبح أوقات فراغهم أوقاتاً منتجة ومفيدة بدلاً من أن تضيع أوقاتهم بل تضيع أعمارهم . [email protected]