حكمة في سؤال سمعتها قبل أيام ، فيها من واقعنا الشئ الكثير ، وهي حال أغلبنا ، قاطعنا فيها أحد الأحبة الذي ملّ حديثنا المتكرر في كل لقاء، عن القرارات التي اتخذناها والتي ستغير مسيرتنا، والتخطيط ، ومشاريعنا المستقبلية ، وعدد العمارات التي سنبنيها، والشركات ، والمؤسسات ، والأرصدة التي نسعى إلى جمعها ، والتخطيط لما بعد التقاعد و.....و.....و..... إذ قاطعنا، متذمراً، ساخراً عندما ( نفخنا ) رأسه ( بهرج السعه ) وسوالف الاستراحات ، و القهاوي - كما قال - حيث باغتنا بسؤال عجيب ، ( قطمنا ) على إثرهِ ولم ( ننبس ببنت شفه ) فقط قمنا بالنظر في ( وجيه ) بعضنا وقد ارتسمت على محيانا ابتسامة استنكار وتعجب ولسان حالنا يقول : وش عنده ذا هو وسؤاله ؟!! لم تمكث هذه الحالة طويلاً إذ رد عليه أكبرنا مستظرفاً وين رجعتنا للحساب قبل أربعين سنة ؟!! وش ها السؤال ؟!! رد صاحبنا بحزم : لا ترد على السؤال بسؤال ... جاوبوا : ثلاثة عصافير على غصن شجرة قرر أحدهم أن يطير . كم يبقى عصفوراً على الشجرة ؟ قبل أن نجاوب أكمل صاحبنا ورجاء لا تستظرفوا ... قلنا طيب قبل ان نجاوبك وش المغزى من السؤال ؟!! رد وهو يهز رأسه لحاجة في نفسه . استعنا بالله وقلنا نأخذ صاحبنا على ( قد عقله) ونجاوب ، صدحنا بصوت واحد وكل منا قد رفع علامة النصر وإجابة على السؤال إثنييييييييين !!! تأمل صاحبنا في وجوهنا التي علتها فرحة النصر ونحن لا نزال رافعين أيدينا ، وهو يقول مستهزئاً إثنيييييييييين !!! ما شاء الله . ثم أكمل بجدية : هذا اللي خلاكم سنين وأنتم تخططون وترسمون , ولا سويتوا شي ( مكانك راوح ) كل جلسة من عشر سنوات أسمع جعجعتكم ولا أرى طحنًا ، كلكم مثل هالعصفور قرر بس ماطار يعني الباقي على الشجرة ثلاثة ، فهمتوا يا عصافير !!!!. دق صاحبنا ناقوس الخطر فنحن في منتصف أعمارنا ولم نحقق شيئا مع أننا من سنوات ونحن نخطط . تمضى السنون وتنقضي الأيام، ونحن نقرر، ونقرر، ونخطط ، ولكن فقط كلام ، وأحلام ، فهي ( فض مجالس ) وبعد فوات الأوان نتحسر، ونندم نتمنى لو حققنا جزءا بسيطا مما قررنا وخططنا له .حولنا من كانت همته عالية ، وفعله يسبق قوله ، قرر وخطط ونفذ ، وهاهو قد حقق ما أراد ، أو في طريقه الصحيح لهدفه. صحيح أن كل شيء توفيق من الله سبحانه وتعالى ، وكل إنسان لن يأخذ إلا ما كتب له ، ولكن ديننا الحنيف أمرنا بالعمل والسعي فالمسلم القوي خير من الضعيف واليد العليا خير من السفلى ، فمن الآن يجب أن نقرر ونبدأ ولا نسوّف و نؤجل فالزمان لا ينتظر و العمر قصير.