طالب خطيب جامع السديس الشيخ إبراهيم الحارثي الناس بالتحرر من أوهامهم والانطلاق إلى الحياة بالاستبشار والعمل الصالح قائلا: بداية العام الجديد يجعلني التحدث في أمر يشغل الناس كثيرا ويتحدثون عنه في مجالسهم طويلا يتحدثون عن الصعوبات والظروف التي يعيشونها. وأقول: إن أضعف الناس هو من لا يكتشف قدراته ومواهبه ويعلم أن في الحياة أبوابًا وأن فرصة الحياة السعيدة لا تتجاوز طرفة عين وأنها في يده لكنه لم ينتبه فهذا الوهم هو الذي أحبط الكثيرين وأدخل البعض إلى المصحات النفسية ، فدعونا نتغيّر ونشعر بقدراتنا وطاقاتنا فربما في هذا المسجد يوجد رجلان كلاهما مصاب فينظر الأول إلى المرض أنه نعمة من الله عز وجل أراد الله بها أن يكفر سيئاته ويقرب بينه وبين قلبه ويرفع من درجاته ويعود به إلى بيته ليرتاح قليلا ويفكر ما بينه وبين نفسه في حقارة الدنيا وصغرها ، والآخر يرى في المرض نقمة ويظل يتأوه ويتأوه ويعزز من حوله ويأتون له بالأطباء واحدا تلو الآخر ولا يحدثون تغيّرا ولا يستطيعون أن يخرجوه من الوهم الذي يعيشه. يروي الشيخ على الطنطاوي رحمه الله عن العلامة الخضري أنه أصيب في أواخر عمره بتوهّّم أن في أمعائه ثعباناً، فراجع الأطباء، وسأل الحكماء، فكانوا يدارون الضحك حياء منه، ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود، ولكن لا تقطنها الثعابين. فلا يصدق. حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب، بصير بالنفسيات قد سمع بقصته ، فسقاه مسهلاً وأدخله المستراح وكان وضع له ثعباناً فلما رآه أشرق وجهه، ونشط جسمه، وأحسّ بالعافية ، ونزل يقفز قفزاً، وكان قد صعد إلى المستراح يحملانه رجلان، ويئن ويتوجع ولم يمرض بعد ذلك أبداً، كان يعيش وهمًا في نفسه فلما خرج هذا الوهم عاش حياته الطبيعية.