أعتقد أن عددًا كبيرًا من أفراد المجتمع قد تابع مقطع الشباب السعودي الذي نشر مؤخرًا على موقع اليوتيوب، والذي حقق أعلى نسبة للمشاهدة، مما استدعى تغطيته عبر نشرات الأخبار حيث اطلعت عليه، هذا المقطع مارس فيه الشباب رقصات غريبة ودخيلة على مجتمعنا، وارتدوا ملابس داخلية ما يعرف مجتمعيًا -سروال وفانيلة- ويضعون على رؤوسهم الغترة السعودية وهم مُلثّمون ما عدا واحد كشف عن وجهه. وهذا والله أمر يستدعي التوقف عنده مليًا للتساؤل مرات ومرات: ما الذي يهدف إليه هؤلاء، وهل يعد هذا أمرًا طبيعيًا لسلوكيات غير مقبولة اجتماعيًا.. أم هو التقليد الأعمى لثقافة لا نعرف عنها شيئًا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل..؟! عندما بحثت عن أصل هذه الرقصات فعلمت أنها لمغنِ كوري يُطلق عليه مُسمَّى "جانجل ستايل"، هذه الفئة من الشباب بالتأكيد هي تعاني من فراغ وضياع هوية، وانتفى عندهم الهدف من حياتهم، بل إنهم أيضا أساؤوا إلى مجتمع يعد أمام العالم بأسره صاحب رسالة ومهوى أفئدة الكثيرين من المسلمين. هذا التقرير عرض عبر قناة فضائية وقنوات الاتصال الإلكتروني الذي يجوب العالم ويعطيهم صورة عن شباب بلادنا في أحد المشاهد تصوير لملاحقة الشباب للفتيات وآخر ملاحقة الفتيات للشباب. ما هذا بربكم؟! ولو تابعتم التعليقات من المتابعين لهذا المقطع لرأيتم عجبًا، فهناك عدد كبير يعد هذا إبداعًا -للأسف- حينها ستُدركون حجم الخطر على قيم اهتزت وضاعت في هذه الفئة من جيل اليوم. أعتقد أن هناك دورًا مغيبًا لعلماء النفس والاجتماع لدراسة سلوكيات ظهرت في مجتمعنا بين الشباب والفتيات نطالب بتفعيله، حتى لا يصاب المجتمع بخلل فكري وثقافي واجتماعي وأخلاقي، لم يعد دورهم على مقاعد الدراسة وفي أروقة الجامعات كافيًا لتعديل وتصحيح ما أفسده الواقع الذي نعيش. بالأمس كنت أتبادل الحديث مع تربوية تحدثنا فيه عن دور الإعلام القوي جدًا على فكر شبابنا وفتياتنا، وأن اليد الطولى والكلمة الفصل أصبحت له وأكثر تأثيرًا وفاعلية من دور التربية والتعليم التي انحسر دورها كثيرًا، ربما لأن هناك حلقة مفقودة لا يريد التربويون الاعتراف بها، وحركة الإعلام أكثر قوة ومواكبة لروح العصر. [email protected]