طبعاً، لا علاقة لموضوعنا بموضة (أبو سروال وفانيلة) ومعركة الشباب والفتيات التي شارفت على الانتهاء والاختفاء, والجميل أنها تستند إلى الواقع المعاش بيننا بكل براءة. أما (سروال وجوارب البريطاني أعلاه) فهي مُحصلة (دراسة جديدة) أكدت أن البريطانيين بدؤوا يحرصون على امتلاك (سراويل وجوارب) لجلب الحظ السعيد..! فبحسب الدراسة فإن (30 %) من البريطانيين يمتلكون اليوم (زوجاً من السراويل) التي يعتقدون أنها تجلب الحظ، و(50 %) يحرصون على اقتناء (زوج من الجوارب) للغرض ذاته أطول فترة ممكنة، يعني بمجرد ما يحصل لك أمر خير وتتلقى مكافأة أو تكسب جائزة (أمسك في ملابسك الداخلية وما تفرطش فيها)..! الغريب أن (حذوة الحصان) و(قدم الأرنب) كانت هي أشهر الخزعبلات في (الثقافة البريطانية سابقاً) لجلب الحظ حتى وقت قريب، إلا أن الدراسة أكدت تراجع هذا الاعتقاد لصالح (السراويل والجوارب) ف(87 %) من البريطانيين لا يؤمنون اليوم بأن (لقدم الأرنب) قدرة على جلب الحظ، فيما يرى (62 %) أن تعليق (حذوة الحصان) على جدار المنزل لم يعد أمراً مجدياً لجلب الحظ..! المشكلة أنه رغم التطور والحضارة البريطانية الكبيرة إلا أن العديد من الدراسات والأبحاث الاجتماعية تحذر بأن عدداً كبيراً جداً من البريطانيين يؤمنون بالخرافات وما يتعلق بجلب الحظ السيئ أو الحظ السعيد, فمثلاً (86 %) يعتقدون أن كسر مرآة مبرر لعدم الاستمرار قدماً في أمر ما بداعي أنه إنذار بحظ سيئ!! بينما (59 %) ما زالوا يرفضون السير تحت بيت الدرج أثناء الدخول والخروج حتى لا تتعثر مشاريعهم! ولكن كيف تبدو الصورة في عالمنا العربي؟! لا شك أن للخرافة دوراً كبيراً في حياة الشعوب العربية، والدليل على ذلك هو ما يحويه (الفضاء العربي) من قنوات - للأسف - (تؤطر وتشجع) على انتشار مثل هذه الخرافات، وممن يدعون (كذباً وزوراً) حملهم (درجات وشهادات علمية متخصصة) في علم النفس والفلك، وما هم في الحقيقة إلا دجالون ومشعوذون يجب وقفهم وعدم الالتفات إليهم..!! يتعاظم الخطر عندما تعلم أن هذه الخرافات لا ينظر إليها (كموروث شعبي فقط) وإنما يعتقد أنها (تتحكم وتسيطر في نمط تفكيرنا). هناك من يقول إن لدينا في العالم العربي نحو (ربع مليون مشعوذ ومشعوذة)، ينفق عليهم عبر الفضائيات وغيرها نحو (10 مليارات دولار) في السنة..! من مشاهداتي الشخصية في العالم العربي وجدت في (السيدة زينب) بالقاهرة مثلاً محلاً يبيع (عطوراً لجمع المحبين)!! بينما في (زنقة الإنجليز) في الدارالبيضاء هناك متخصصون ومتخصصات يدعون (حل المشاكل المالية والعاطفية) و(محاربة الجن) بشراء تعليقة..! وفي (هونج كونج) تنتشر على الأرصفة تعويذات للتجار العرب والخليجيين!! أما في قبرص فقد وجدت كتباً (لتعليم السحر) باللغة العربية..! كما تناقشت في (الصين) مع عربي يدعي امتلاكه قدرة على تحويل (الأوراق البيضاء) إلى دولارات..!! عموماً كل هذه الخرافات والخزعبلات نهانا عنها (الدين الإسلامي)، والعقل السليم يستطيع التمييز, إلا أن مستوى التعليم والطبقة الاجتماعية لا يكفل الحماية من الوقوع في براثن المشعوذين والمشعوذات، والدليل هو انتشار (لبس الخيوط السوداء والأساور المصنوعة من السلوك في الرقاب والأيدي) أو تعليقات (العين الزرقاء) من بعض شبابنا تتبعاً لموضة الغرب, دون معرفة مدلولاتها الخطيرة في جلب الحظ أو الحماية من العين والحسد..! ليس كل ما يأتي من الغرب (حضارة)؛ فقد يكون هناك (خزعبلات وخرافات) لم تمحها المدنية، فلا يليق بنا ممارستها دون معرفة مدلولها، والدليل هو (سروال وجوارب البريطاني) التي تفرق بكل تأكيد عن مفهوم صديقنا البريء (أبو سروال وفانيلة)..! وعلى دروب الخير نلتقي.