* مدنية لم تصنع إلا غابة، وإن اختلفت عن غابات الطبيعة بمظاهرها المُترفة، غير أن الطبيعة لها قوانينها في ضبط الفوضى، فالجوع قانون الهجوم، أما قانون المدنية فالوحشية والافتراس باتت جوهره، ولا يغرنّك المظهر! والسؤال الذي لا يكاد يفارق ذهني... كيف للمَدَنيّة المُترفة أن تُنجب مُتَنَمِّراً في صورتها؟! وكيف لجوانبها أن تَتنَمَّر بترف؟! * لا يحمل الدين أبداً صفات التَنَمُّر في أحكامه. لكن هناك من حمّلوه إيّاها.. فوصموا الدين بالوحشية والجاهلية! والحقيقة أن العادات هي من تنمّر على الدين فأقصته ولبست قناعه. * التنمر للمذهب لن يصنع إلا... متنمّرين عليه، ولا تطلب بعدها رحمة الاختلاف. * في أول يوم دخل فيه الصف طالباً للعلم أعطته المدنية درسها لكمة في وجهه وسُرقت حقيبته من قبل أحدهم.. ومن يومها حفظ الدرس وتنمّر في تطبيقه. هكذا هي دروس المدنية في التنمّر.. سريعة العَلَق بالذهن! * يمارس العنف على أسرته، ومن ثم يعاقب طفله على تمرّده الجامح، ويستنكر أخيراً.. تمرّد زوجه عليه!. لا يعرف أن عدوى التنمّر سريعة.. وقاتلة أحياناً! * يرددها دائماً ويعمل بها: "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب". ومع ذلك يستغرب وينعي وجود ذئاب غيره! * في عالم السياسة لا يمكن أن تجد مثالا يجسد التنمّر كأمريكا... أبادت شعوب واستعبدت شعوب وتهدد شعوب أخرى من أجل أن ترهب وتسيطر، ولايزال العالم.... فريسة الوهم! * يقول الاقتصادي المتنمّر: السوق هو ملكي والسلعة لي وعلى ذلك السعر لابد أن يكون متنمّراً ولأنه لا وجود للمنافس.. لا عزاء للفرائس! خاتمة: لا أؤمن أبداً بتنمُّر في الحب ذاك الذي يفترسك من أول... لقاء !