جاء الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيرًا للداخلية، على إثر طلب صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز إعفاءه من منصبه كوزير للداخلية؛ ليعكس حكمة القيادة ودرايتها في تسليم المهام الصعبة لمن هم مؤهلون للقيام بأعبائها، ومسؤولياتها، خاصة عندما يتعلّق الأمر بأمن الوطن والمواطن، الذي يشكل الأولوية في الأجندة السعودية، فسمو الأمير محمد بن نايف الذي يحظى بحس أمني متميّز، وخبرة طويلة وزاخرة بالتجارب في النواحي الأمنية، ومكافحة الإرهاب منذ توليه منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية عام 1999 معروف لدى ذوي الاختصاص في الشؤون الأمنية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي؛ باعتباره مطاردًا شرسًا للفئة الضالة، ورائدًا لبرنامج المناصحة كأداة فاعلة لمكافحة الإرهاب، استنادًا إلى ما أثبتته التجربة بأن الحل الأمني ليس كافيًا لاستئصال شأفة الإرهاب، واجتثاثه من المجتمع. السجل الحافل بالإنجازات الأمنية لسموه أكثر من أن تُعد أو تُحصى، يكفي أنه كان الساعد الأيمن لوالده سمو وزير الداخلية وولي العهد السابق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- في كل ما يتعلق بالشأن الأمني، لاسيما من خلال لمساته المهمة في صياغة الإستراتيجية الأمنية السعودية لمكافحة الإرهاب التي أشاد بها خبراء الأمن على مستوى العالم، واهتدت بها العديد من دوله، خاصة فيما يتعلق بالقوة الناعمة في مكافحة الإرهاب التي ترجمت على أرض الواقع في تأسيس مراكز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية التي نجحت بشكل لافت في تنقية فكر العديد من شباب الوطن الذين غرر بهم من قبل أنصار الفئة الضالة، وإعادة تأهيلهم في تلك المراكز، ودمجمهم في المجتمع، ودعمهم ماليًّا ومعنويًّا؛ ليواصلوا دورهم كشركاء في بناء الوطن. سمعة الأمير محمد بن نايف كرجل أمن من طراز فريد تخطت حدود الوطن، ووصلت أصداؤها إلى العالم، عندما وصفته صحيفة "الواشنطن بوست" بقائد أكبر حملة عالمية لمكافحة الإرهاب، وعندما وصفته صحيفة "التلجراف" البريطانية بأنه رجل الداخلية القوي، وأيضًا عندما وصفته محطة "إن بي سي نيوز" الإخبارية بأنه قائد أكثر الحملات فعالية في مكافحة الإرهاب في العالم. هذه الإنجازات والشهادات تحمل رسالة للمواطن والعالم كله أن الأمن في هذا البلد الأمين -ولله الحمد- في أيدٍ أمينة.