الإرهاب يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والعقائدية وعلى رأسها الدين الإسلامي الحنيف. والإرهاب ليس له دين أو جنس أو جنسية... ولا ينكر منصف دور المملكة تجاه مكافحة التطرف والإرهاب ، فقوى العنف والتطرف ظلت مشلولة عن المس بالأمن والاستقرار المستتب في بلادنا الطاهرة. هذا ولا يغيب عن الذهن أن المملكة كانت من أوائل الدول التي عانت الإرهاب وحذّرت من خطره وواجهته بكل حزم وقوة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. والانجازات الأمنية المستمرة لحماة الوطن تعكس دقة القراءة السعودية لمخاطر الإرهاب. وقد تبنى « إعلان الرياض» الصادر عن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب (الرياض 25 28/12/1425ه الموافق 5 8/2/2005م) اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وتم تشكيل فريق عمل لبلورة هذا المقترح. وكان خادم الحرمين الشريفين في ذلك المؤتمر عرض أن تضع المملكة تجربتها في مقاومة الإرهاب أمام المجتمع الدولي، وتفعيل التعاون الدولي لإنشاء مجتمع خال من الإرهاب. ولابد من الإشارة إلى تجربة المملكة في مناصحة الموقوفين من المنتمين للفئة الضالة التي كانت وما زالت تجربة مثار إعجاب وتقدير المجتمع الدولي لدرجة أن دولا ومنظمات علمية وبحثية عالمية طالبت باستنساخ هذه التجربة الرائدة عالميا والاستفادة من الخطط والوسائل والأساليب لإصلاح الإرهابيين من الموقوفين وإعادتهم للصواب. إن ( مشروع الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ) يستحق التقدير والتحفيز والثناء الجم. وإذا كانت العلامة الأبرز تتمثل في كون هذه الخطوة النوعيّة جاءت مبكرة في المملكة وتأخرت أكثر ممّا ينبغي في دول أخرى والتي تحرص على الاستفادة من تجربة المملكة في هذا المجال.. حيث إن مشروع الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية يؤدى هدفا إنسانيا نبيلا وحقق الكثير من النجاحات في مجاله وفي خدمة ذوي من يخضعون للمناصحة وذلك ضمن الرعاية الإنسانية والأخلاقية والمادية التي وفرتها وزارة الداخلية لمن يخضعون للمناصحة ولأسرهم.