أعاد مهرجان ينبع البحري الروح ل»القوارب الشراعية»، وأحياها من الاندثار، حيث انطلقت أمس الأول مسابقة القوارب الشراعية والتي أصبحت عادة سنوية يقوم بها الصيادون لإحياء تراث بحري قديم، ارتبط بوجود الناس على ساحل البحر. وتمكن الربان أحمد العبسي صاحب القارب «الأزيب» من الفوز بالسباق، وحصل على المركز الثاني سليمان الرفاعي صاحب القارب «غنية الثاني»، وحصل المركز الثالث عواد سالم صاحب القارب رياض. وكانت المنافسة حادة بين المتسابقين، ويحتوي كل قارب على 5 أشخاص مع ربان القارب، وأثناء فعاليات السباق كانت هناك عروض للطيران الشراعي فوق موقع السباق، وكان هناك حضور جماهيري متوسط؛ لأن جميع المتنزهين في منطقة الشرم كان بإمكانهم متابعة السباق من مواقع تنزههم على شاطئ البحر. واستمرت فعاليات مهرجان ينبع البحري لهذا العام من خلال انطلاق مسيرات بحرية في منطقة الشرم بينبع، شارك فيها دبابات بحرية، وقوارب شراعية، وقوارب سريعة. ويأتي هذا المهرجان برعاية إعلامية من جريدة «المدينة». وأوضح علي الزمعي شيخ الصيادين بينبع أن القوارب الخشبية أصبح لا يتوفر منها الآن سوى عدد محدود جدًّا، فكان التفكير في إقامة مسابقة دورية خاصة بالقوارب الخشبية الشراعية في ينبع، من أجل إحياء تراث قديم، يرتبط بوجود الناس على ساحل بحر ينبع، والمحافظة على هذه القوارب الخشبية الموجودة، ولترغيب الصيادين من الشباب للتفاعل معها، وصنع مثلها، للدخول في السباقات التي يتم تنظيمها بصفة دورية في ينبع. وعن صناع القوارب الشراعية في ينبع أقول إن اصحاب المهنة لم يتبق منهم أحد لصناعة القارب الخشبية، وكلهم انتقلوا إلى رحمة الله، ومنهم خليل ابو جبل، ومعوض مرباص، وعواد السويقي، وإبراهيم السيد، وغيرهم الكثير، لكنهم ذهبوا ولا يوجد أحد يمارس هذه المهنة حاليًّا، واعتمادنا الآن على عدد من الحرفيين من مصر يأتون إلى ينبع في المواسم، ويقومون بصنع القوارب الخشبية، وتعلم هؤلاء الحرفيين على يد عدد من أصحاب المهنة، حيث عاصر بعضهم أصحاب الحرفة الحقيقيين في سنوات مضت، ونتمنى أن يكون هناك معاهدة متخصصة لتعليم أبنائنا من الجيل الجديد كيفية بناء القوارب الخشبية بعد أن اندثرت. وقال رئيس طائفة الصيادين بينبع، إن سكان ينبع البحر كانوا يقومون بإعداد سباقات مثيلة في مواسم الأعياد سنويًّا، ويطلق عليه اسم «جكر»، وكانت القوارب المستخدمة قوارب شراعية خشبية بأشرعة، وكانت هي المتوفرة آنذاك، حيث كانت المسابقات تشهد تحديات ومنافسات كبيرة، مقابل جائزة هي عبارة عن أبيات من الشعر تنظم في الفائزين، ويطلق عليها «كسرة». وزاد الزمعي القوارب الخشبية لها استخداماتها حتى وهي تندثر، ومن استخداماتها أن عددًا من الصيادين يستخدمونها في الصيد، بالاشورة والشخاوي في المياه غير العميقة؛ لأنها عريضة، ويمكنها تحميل كميات أكبر وأطوالها تتفاوت من 6 إلى 8 أمتار، وعن الأسعار فهي تتفاوت من ستة آلاف ريال إلى ثمانية ألاف ريال.