يدين «الصياد» محمود الجهني للبطولة العربية الأولى لصيد الأسماك التي استضافتها شواطئ ينبع أخيراً، بالفضل في إنعاش مهنة صناعة القوارب الشراعية التي يهتم بها منذ الصغر. إذ يرى أن تلك المنافسات الشيقة التي شارك فيها عدد من المهتمين من أنحاء الوطن العربي كافة، أسهمت في إحياء الزوارق الخشبية وحمتها من الاندثار الذي كان يهددها بسبب «انقراض» صناعها وباعتها وقلة الاعتماد عليها في مزاولة المهنة. وقال الجهني ل«الحياة»: «تسببت المراكب التي تعمل بمحركات كهربائية، في إقصاء نسبة كبيرة من الزوارق الشراعية التي تعتمد في حركتها على الرياح، لا سيما مع تهافت الناس على كل ما هو حديث، وربما أسهل، بيد أن البطولة العربية لصيد الأسماك التي استضافتها ينبع أخيراً، أعادتنا للزمن الجميل، حين كنا نعتمد على الزوارق الشراعية»، معتبراً أن الآلات الحديثة أخلت بتوازن الثروة السمكية في المنطقة من خلال قدرتها على صيد كميات هائلة من الأسماك، وهو ما يهدد بانقراضها. واتفق الصياد أحمد الرفاعي مع ما ذهب إليه زميله الجهني، موضحاً أن ظهور «لنشات الفيبر» والمولدات والقوارب البخارية الحديثة، أجبرت الصيادين على العزوف عن الزوارق الخشبية ولم يعد أحد يعمل على صناعتها. وأشار إلى أن تفشي القوارب الحديثة وقدرتها على العمل بكفاءة لم يستهوه، إذ لا يفضل أن يمخر عباب البحر سوى بزوارق شراعية مصنوعة من الخشب، من أجل إحياء التراث القديم والحفاظ على تلك المراكب من الانقراض، لافتاً إلى أن البطولة العربية لصيد الأسماك في ينبع أعادت تلك القوارب القديمة إلى الواجهة، و«اضطر عدد من الصيادين إلى شرائها من جديد، واستخدامها للمتعة التي يجدونها من خلال تحريكها بالمجاديف». وذكر أن الشبان حالياً تهافتوا على اقتنائها بعد أن كانت محصورة بين كبار السن، الذين يفضلون الإبحار بها لتذكر الزمن الجميل، و«استعادة الأمجاد التي كان يعيشها ساحل ينبع في فترة من الفترات». بدوره، أكد رئيس الصيادين في ينبع ناجي الرويسي ل«الحياة» أن صناعة القوارب الشراعية في ينبع بدأت في الاندثار الفعلي، مشيراً إلى أن لجنة التراث البحري لجأت إلى إحيائها من خلال تنظيم مسابقة سنوية، تعنى بإعادة صناعة القوارب الشراعية التي تعمل بالأشرعة والمجاديف. وبيّن أن المسابقة تنص على استخدام المتسابقين للقوارب الشراعية القديمة فقط، معتبراً تلك المسابقة محاولة بسيطة لحماية هذه المهنة والحرفة القيمة من الاندثار وإحياء للتراث القديم في ينبع.