كشف تقرير أعدته وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرفة على المشروعات التطويرية الكبرى بالمشاعر أن عدم التزام بعض مجموعات الخدمة الميدانية بخطط نفرة الحجاج من عرفات الى مزدلفة عبر قطار المشاعر أدت إلى حادث التدافع الذي شهده القطار. وأشار التقرير إلى أنه لم يتم رصد اي تعطل بالقطارات او النظام وتم تصعيد الحجاج الى القطار فور دخولهم المحطات خلال 45 دقيقة دون اي تأخير او اعاقة كما تم تمديد عملية النقل من عرفات إلى مزدلفة لمدة ساعتين فقط، واقترح للعام المقبل استبدال المؤسسة المخالفة بفئات أخرى من الحجاج للنقل بالقطار. وأوضح التقرير الذي أعده د.م. سليم محمود البوسطة خبير إدارة الحشود في وزارة الشؤون البلدية والقروية أن عملية النقل بالقطار استهدفت حجاج الداخل وحجاج دول الخليج العربي وحجاج تركيا ومؤسسة الدول العربية ومؤسسة جنوب آسيا. واشار التقرير إلى الانتهاء من نقل حوالي 650 ألف حاج في رحلة التصعيد من منى الى عرفات بقطار المشاعر المقدسة من محطة منى 1، منى 2 في حوالي الساعة العاشرة صباحًا وحسب الخطة التشغيلية المعدة لذلك ومن محطة منى 3 (الجمرات) حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحًا وكانت الحركة سلسة دون اية عوائق او اوقات انتظار طويلة وتم رصد العديد من الحجاج بدون تذاكر القطار ولم يتم ردهم اثناء التدفقات الكبيرة الى المحطات كما كان هناك تأخير في استكمال النقل من محطة منى 3 (الجمرات) لدخول العديد من الحجاج ضمن المجموعات بدون تذاكر وآخرون بتذاكر أيام التشريق للتصعيد من منى الى عرفات، وكان هناك بعض الحجاج لا يحملون الاسورة ضمن مجموعات الحجاج. حركة الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة بناء على توجيه وكيل الوزارة وبالاتفاق مع مدير الأمن العام ووكيل وزارة الحج لشؤون النقل والمشروعات والمشاعر المقدسة تم عقد اجتماع طارئ لمعالجة سلبيات حركة التصعيد ولضبط عملية لتفويج مجموعات الحجاج الى المحطات، وذلك في مقر الوزارة بمشعر عرفات في يوم 9 ذي الحجة في تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر. وافاد مندوب إحدى المؤسسات التى تم رصد ملاحظات على أدائها أن المؤسسة ستلتزم وستقوم بدورها بضبط تفويج مجموعات الحجاج من المخيمات وفرز من لا يحمل منهم تذاكر القطار قبل وصولهم الى محطات القطار لضمان عدم توجههم الى محطات القطار عند الافاضة من عرفات الى مزدلفة. كما سيتم تخصيص مندوب من المؤسسة اثناء عملية التفويج للتواجد الفعلي في محطة (عرفات 1 و 2 و 3) مع عدم ارسال مجموعات الحجاج بافواج كبيرة الى المحطات والالتزام بالعدد 250 حاجًا لكل فوج وتوجيههم الى المحطة المخصصة لهم، واستخدام الطرقات المؤدية الى المحطات مباشرة. سيناريو التنفيذ.. الساعة الرابعة كانت هناك اعداد هائلة من الحجاج غير النظاميين مفترشة تحت مسار القطار على الطريق رقم 3 (38) في مشعر عرفات، وبهذا كانت الحركة مستحيلة لبقية مجموعات الحجاج في هذا الطريق، وإن فتح اي مدخل الى اى محطة سيسبب دخول غير النظاميين الى المحطات، لذا وجب البقاء على فتح البوابات للمخيمات في الجهات الشمالية والجنوبية للمحطات فقط. الساعة الرابعة توجهت مجموعات هائلة من المفترشين الى محطات القطار، وحضر العديد من مجموعات الحجاج الى محطات القطار قبل الساعة الرابعة بعد الظهر وافترشوا في المحطات وعلى الارصفة، واعاقوا حركة بقية الركاب. كان هناك تشغيل تجريبي للقطارات لحركة الافاضة ولكن دون فتح ابواب القطارات للتحميل او التنزيل. الساعة الرابعة والنصف: تم تحديد البوابات المزمع فتحها امام الركاب، تم ترتيب البوابات والطاقم التشغيلي من الامن العام والشركة المشغلة لتفويج مجموعات الحجاج الى مناطق الانتظار والمنحدرات والمصاعد والسلالم الى ارصفة القطارات. الساعة الخامسة والنصف: تواجدت تجمعات بشرية هائلة امام البوابات لدخول المحطات حيث ملأت طريق رقم 3 أسفل المحطات وحول المحطات وبكثافة حرجة، تم فتح تلك البوابات وادخال الحجاج أولا بأول مع مراعاة مقاومة الضغط الهائل وتفادي مخاطر السقوط والدهس. وقد اختلط الحجاج غير النظاميين من المفترشين مع المجموعات المتدفقة الى المحطات على بوابات المحطات. الساعة الخامسة و45 دقيقة: انطلقت القطارات من المحطات الثلاث وبدأت حركة الإفاضة والنقل بالقطار من عرفات الى مزدلفة بعد غروب الشمس. الساعة السادسة والنصف تم إعلام نائب مدير فريق التفويج (م. محمد البي) للتواصل والتنسيق مع مندوب إحدى المؤسسات في عملية ضبط إرسال الحجاج الى المحطات. الساعة السابعة مساءً ازدياد الاعداد الهائلة من الحجاج لركوب القطار وارتفاع الكثافة بالمتر المربع الواحد الى 4 اشخاص/م2 في الطريق أسفل المحطات والمداخل الجانبية للمحطة، وازدياد الضغط على بوابات المحطات، وصعوبة فتحها. الساعة السابعة والنصف مساءً تم ابلاغ م.عبدالرحمن اندجاني من وزارة الحج ومندوب إحدى المؤسسات بالوضع الراهن حول محطة عرفات 2 وان الوضع لا يسمح باستيعاب اعداد اضافية حول المحطات، وضرورة تأخير ارسال مجموعات اضافية الى محطة منى 2. وتم استلام بلاغ نائب مدير التفويج م. محمد البي بأن مندوبي التفويج وجدوا العديد من مخيمات حجاج هذه المؤسسة في جنوب مشعر عرفات خالية من الحجاج وافاد نائب مدير التفويج ان مجموعات الحجاج التي خرجت من المخيمات كانت اعدادها اربعة اضعاف عدد الافواج المسوح بها، وامام زيادة الاعداد لم يتمكن الطاقم التشغيلي والامن العام من مراقبة كل الحشود الهائلة الداخلة الى المحطات إن كان لديهم تذاكر القطار ام لا. الساعة التاسعة والنصف مساء تم نقل وسحب اعداد هائلة من الحجاج الى مزدلفة. تم ابلاغ م.عبد الرحمن اندجاني بوزارة الحج بسلاسة الحركة بالمحطات واستمرارية نقل وتدفق الحجاج الى المحطات ونقل الرسالة الى المعنيين (ولم يتم إبلاغه بتوقيف التفويج مرتين كل مرة 90 دقيقة). وحصلت حالات إغماء لبعض الحجاج وتم الاتصال بالطوارئ والصحة ولم يتمكنوا من الوصول إلى المكان. وجد فريق التفويج صعوبات في ضبط ومراقبة التفويج لمجموعات الحجاج الى محطات القطار في مشعر عرفات حيث لم تتواجد بعض المجموعات في مخيماتها بسبب خروجها عن اوقات التفويج. وكان لبعض المجموعات مواعيد مختلفة للخروج من المخيم في حين اصر بعض مندوبي المكاتب على اخراج كامل الحجاج في فوج واحد بأعداد كبيرة. ورفضت المجموعات اتباع تعليمات فريق التفويج في المخيم والمسار والتوجه الى المحطة المخصصة لهم. الساعة الحادية عشرة والنصف مساء تم تفريغ محطات عرفات 1 و3 في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً، وإخلاء محطة عرفات 2 في حوالي الساعة الثانية صباحا. نتائج التنفيذ لعملية النفرة أدى تمديد حركة الافاضة من عرفات الى تأخير البدء بحركة النفرة من مزدلفة الى منى (الثانية عشرة والنصف وحتى الساعة العاشرة والنصف صباحا)، وتم اخلاء محطة مزدلفة 1 و2 في حوالي الساعة التاسعة والنصف ومحطة مزدلفة 3 في الساعة العاشرة صباحًا. انعكس عدم التزام الحجاج من المحطات المخصصة لهم الى عدم التوازن في أماكن نزول الحجاج في محطات مزدلفة. قامت شركات حجاج الداخل بتجهيز موقع حجاجها في مشعر مزدلفة ولم تقم إحدى المؤسسات بتخصيص اي مساحات ولا اي تجهيزات لحجاجها في مشعر مزدلفة حول محطات القطار مما أدى الى افتراش الحجاج أسفل المحطات وتعطيل حركة نزول الركاب إلى أسفل المحطات أو إعادة تفويجهم الى ارصفة القطار اثناء النفرة. الخلاصة لم يتم رصد اي تعطل بالقطارات او النظام تم تصعيد الحجاج الى القطار فور دخولهم المحطات خلال 45 دقيقة دون اي تأخير او اعاقة. تم تمديد عملية النقل من عرفات الى مزدلفة لمدة ساعتين فقط. يقترح للعام المقبل استبدال المخالفين بفئات اخرى من الحجاج للنقل بالقطار.