كما أن البدو مولعون بالخيل وعدوها وسرعتها وجمالها ونجابتها وأصالتها.. فهم كذلك مولعون بالإبل وخفتها ونجابتها وأصالتها وهي تحتل المرتبة الثانية في الأهمية عند البدو علمًا أن لها المحل الأول في حياتهم الاقتصادية إذ أن عليها وحدها المعول. ولذلك فلا عجب أن يفتتن بها البدوي وأن يظنها خلقت له أو أن يظن نفسه خلق لها ولم لا والإبل سفن البادية ومنافذ الإنسان في بحرها الهائج المتلاطم وهي الركن الركين الذي ترتكز عليه حياة البدو وهي الظاهرة الرائعة في حياة البادية أينما كانت كانت السعادة معها والهناء وحيثما حلت حل العز والرخاء. وكما أن الإبل مصدر العز والمنعة لدى البدو فهي في الوقت ذاته منبع الشر ومصدر الغزو ومبعث النقمة والألم، ولقد شغف البدوي بناقته وبعيره قديما وحديثا وجعل منهما موضوعا يطرقه في حديثه وشعره. يبدو أن الإبل في الآونة الأخيرة رجعت إلى خلق قدرتها في الحديث في المجالس السعودية ولازالت أحاديث الجدل حول « مزايين الإبل» بين مؤيد ومعارض وما لحقتها من التعصبات القبلية .. إلا أن النساء احتلت مجالسهن الأحاديث عن فائدة « بول الناقة البكر» بعد أن تردد أنه مفيد في إطالة الشعر ونعومته بعيدًا عن المستحضرات الطبية وأدوات التجميل، على الرغم من عدم استشارتهن الأطباء حول ذلك. ويختلف جودة «البول» من الناقة البكر إلى الناقة التي أنجبت أكثر من مرة.. فالجودة الفعالة هو في « البكر» . ويؤكد العطارون أن هناك إقبالاً على بول الناقة حيث وصلت سعر الزجاجة بمقاس (2) لتر إلى سعر (200 ) ريال، فيما وصل سعر (بول البكر) إلى (350 ) ريالاً.