أشعلت حادثة سيول تمايا روح التكافل بين الأهالى حيث فتح أهالي أحياء مركز مغينية الواقعة في منتصف الطريق بين رابغ وحجر أبواب منازلهم لإيواء عدد من الأسر التي تقطعت بها السبل وتعذر اجتيازها لسيول وادي تمايا والوصول إلى منازلهم، وكانت تلك الأسر قد ظلت حائرة أين يقضوا ليلتهم فالطريق لا توجد به استراحات ولا مطاعم ولا شقق مفروشة والمحلات التجارية أوصدت أبوابها ودرجة الحرارة منخفضة والاتصالات مقطوعة إلاّ أن أهالي البلدة ظلوا واقفين على مشارف الأحياء لاستقبال الأسر وتقديم واجب الضيافة. يقول محمد غادرنا حجر بعد انتهائنا من العمل الذي أتينا من أجله وأثناء سيرنا في الطريق واجهتنا عدة عقبات من جراء السيول وعند وادي تمايا أضررنا للتوقف وكن نشعر بتعب شديد ودرجة الحرارة منخفضة ولم نجد مكانًا للايجار، أو مطعمًا إلاّ أن رجل يُقال له أبو تركي استوقفنا واستضافنا في منزله حتى الصباح عويضة وعائلته رجل آخر احتجزته السيول، ومنعه سيل تمايا من العبور، وكانت برفقته عائلته ذكر أبو تركي ودعانا لقضاء ليلته في أحد مساجد البلدة بعد أن دخلت مياه السيول الاستراحة الخاصة التي كان ينوي قضاء ليلته فيها، وكانت التدفئة والمشروبات الحارة أول ما استقبل بها المحتجزين، وتم إعداد وجبات العشاء والإفطار في المنازل وعند الصباح وبعد أن قام الأهالي بواجب الضيافة نحوهم سمحوا لهم بالذهاب ورافقوهم حتى تمكنوا عبور وادي تمايا الخطير.