أعود الى ما بدأت به مقالاتي حول كتاب (ابنته: رقية أنور السادات) من إعداد الصديق الأستاذ عمرو فهمي، وهو البلاغ الذي نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية يوم الأربعاء، 24 أكتوبر 2012 الماضي أن السيدة رقية السادات ابنة الرئيس الراحل أنور السادات تقدمت به للنائب العام لإعادة فتح التحقيق فى حادث المنصة، ومن يقف وراءه؟ فهي تريد "معرفة رؤوس المؤامرة الخسيسة الدنيئة والقصاص منهم كما شرع الله سبحانه وتعالى". وترى السيدة رقية السادات أن خلف اغتيال والدها الرئيس السادات "مؤامرة كبيرة جداً"؟! وأنه جاءت للرئيس السادات تقاريرُ كثيرة عن حسني مبارك، بعضها من المخابرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن حسني مبارك يدبر شيئاً لقلب نظام الحكم. وتقرير آخر وصل للرئيس السادات بأن حسني مبارك كان في أمريكا قبل العرض العسكري (في السادس من أكتوبر الذي قُتل فيه السادات) ، وتمت زيارة للبنتاجون بدون أن يعرف الرئيس السادات!! وتكشف السيدة رقية السادات أيضاً عن رسالة شفهية مهمة وخطيرة من السفير حسن أبو سعدة سفير مصر في بريطانيا أراد السفير إبلاغها للرئيس السادات حينما كانت في زيارة لبريطانيا. وتقول بأنها قالت له: إن بابا، يا سيادة السفير، مقبل إلى لندن بعد ثلاثة أيام .. فلماذا لا تخبره أنت بنفسك؟ فقال: لا .. رسمياً لا أستطيع أن أقول له .. لكن رسالة شفهية في أذن الرئيس السادات، وبمفرده، ستجعله يفطن إلى المعنى المطلوب. أما الرسالة فكانت هي "أنه تمت دراسة تحركات مشبوهة ومريبة من حسني مبارك وأبو غزالة (وزير الدفاع) لقلب نظام الحكم!!". وتقول السيدة رقية السادات إنها قامت بالفعل بنقل الرسالة للرئيس السادات .. الذي لمعت عيناه .. وأول مرة أراه "يتاخد" ويقول: لماذا يا راكا (دلع رقية) يا بنتي! إنني سأتنحى عن الحكم بعد 25 إبريل 1982م وهو كنائب يتولى رئاسة الجمهورية!! وسرح أبي شارداً بعض الوقت!!" وترى السيدة رقية السادات أن مقتل والدها هو استكمال لحلقة من مؤامرة ثلاثية خارجية استهدف فيها الرئيس السادات، وقبله كل من الملك فيصل، وشاه إيران محمد رضا بهلوي؟! "في 1979"، كما تقول السيدة رقية، "تم التخلص من شاه إيران .. وهو السيناريو الثاني بعد السيناريو الأول مع الملك فيصل رحمه الله .. " وكان مقتل الرئيس السادات، وفق تعبير السيدة رقية "خيانة خارجية، والأداة من الداخل!! وهو أمر بدهي منطقي لا حاجة به إلى دليل .. وقد قلت: لقد كان أشرف للمصريين أن يُقتل أنور السادات في إسرائيل!! لا بأيدٍ مصرية، ولا بين أقوى وأمنع وأشرس أولاده في الدفاع عنه". وأخيراً ترى السيدة رقية السادات أن الرئيس أنور السادات لم يُنصف على أيدى الإسلاميين، وبأن هدفها من الكتاب هو تأريخ لمرحلة مهمة من حياة الرئيس السادات لأن هناك مؤامرة لعدم تأريخ إنجازاته وطمس مرحلته بتاريخها. نافذة صغيرة: [ قد تمر الأحزان وتنتهي، وقد تخف، لكن أحزاني كما هي لم تنته، ولم تَخِف، ولا شفاء منها إلا بعد معرفة الحقيقة.] رقية أنور السادات [email protected]