أقرّ د. أسامة البار أمين العاصمة المقدسة بوجود أزمة نظافة في منى لصعوبة تحرك مركبات النظافة واصفًا تكدس النفايات في ظل زيادة أعداد المفترشين لأكثر من مليون مخالف بالأمر الطبيعي. وبرّأ البار عمال النظافة من المشكلة مشيرًا إلى أنها تعود إلى محدودية حركة المركبات الخاصة بنقل النفايات وطمأن البار ضيوف الرحمن مشيرًا إلى أن إدارته ستعمل على نقل النفايات عند نوم الحجاج في الساعة الثانية عشرة مساء. وأشار إلى أن المخازن الأرضية للنفايات تتسع إلى 12 ألف طن وسيتم فتحها بعد نهاية فترة الحج دون أن يستبعد أن تكون قد امتلأت إلى حد ما. وأشار البار إلى التعاقد مع 500 طالب من الكلية الصحية جامعة أم القرى لمراقبة المخازن الأرضية وفحصها بصورة دورية للتأكد من عدم خروج روائح أو غازات تؤثر على سلامة الحجاج. وقال الحجاج خالد العوض وأحمد العبدالله وعلي سمير: «ن النفايات انتشرت بصورة مؤسفة بين الحجاج على الرغم ممّا أعلنت أمانة العاصمة المقدسة من تدابير لاحتواء أزمة النظافة التي تتكرر في كل عام!». وأبدى أسفه لانتشار الروائح الكريهة مهددة سلامة كبار السن والنساء والأطفال مطالبًا بحلول جذرية خاصة في المناطق التي يكثر بها الافتراش. ويقرّ محمد راضي صاحب مطعم بأنه يرمي النفايات وسط الحجاج النائمين لصعوبة التخلص منها في الأماكن المحددة لذلك!!!، وقال: ليس لدي صلة فيما يحدث!. وألقى الحاج أحمد فوزي باللوم على الحجاج لعدم اهتمامهم بالنظافة الشخصية ونومهم بجوار أرتال النفايات واستغرب نوم البعض على صناديق النفايات وانتقد الحاج أحمد خرد عدم وجود حاويات نظافة كافية في الكثير من المناطق التي توجد بها محلات مطاعم عديدة. وطالب فوزي أسعد بضرورة توفير ممرات آمنة لتحرك الحاويات لنقل النفايات وشدد على أهمية دراسة نقل النفايات عبر سيور خاصة للحد من بقائها لفترة طويلة خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. مخاطر تكدس النفايات وقال الحاجان أحمد المصري وابراهيم العبدالله: «يجب البحث عن حلول غير تقليدية لمشكلة النظام التي زادت هذا العام بصورة كبيرة مستغربين حالة عدم الاكتراث التي يعيشها المسلمون حاليًا». وقال: «إن الدين الاسلامي الحنيف يحثنا على النظافة من خلال الوضوء للصلاة 5 مرات في اليوم، فكيف يمكن للمسلم أن ينام وسط أرتال النفايات بدعوى انه في الحج؟؟». وأضاف: «إن القيم الإسلامية لا ينبغي أن تنفصل في حياة الانسان الذي يجب ان تنسجم أفعاله مع أقواله». من جهته قال الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني الخبير البيئي واستاذ قسم الكيمياء بكلية العلوم التطبيقية بجامعة أم القرى: «إن تراكم النفايات بالمشاعر المقدسة يشكل خطرًا بيئيًا كبيرًا على الحجاج»، مؤكدًا أن مكةالمكرمة تعتبر من أكبر مدن العالم تكدسًا للنفايات بسبب توافد ملايين الحجاج كل سنة لأداء مناسك الحج. وأضاف: «يجب الاستفادة من كميات النفايات الكبيرة من خلال تدويرها حيث تعتبر كنزًا تستفيد منه العديد من دول العالم». ولفت إلى أن خطر النفايات يؤدي إلى انتشار الحشرات والإصابة بالأمراض لذا يجب رفع النفايات بصورة عاجلة وطريقة آمنة. من جهة أخرى أعد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بالتعاون مع جامعة ليدز في الولاياتالمتحدة البريطانية برنامج توعوي بيئي ضمن مشروع مخيمات الحج الأخضر لتوعية الحجاج بأهمية المحافظة على نظافة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والتقليل من النفايات وتدويرها والاستفادة منها.