أمرنا الإسلام بالوسطية، في العبادة، وفي كل شؤون الحياة، والتطرف والمغالاة تعني الاضطراب وعدم التوازن، والوسطية تطبق حتى في الاقتصاد، فالإسلام يأمر بالاعتدال في المصروفات، والمغالاة في أسعار حملات حج الداخل تطرف غير متزن. يقول وزير الداخلية، الأمير أحمد: بعض مؤسسات حجاج الداخل تعطي مميزات وفق مصطلح خدمة خمس نجوم لحجاجها، وينبغي علينا ان نتجرد من المحيط ونلبس لبساً موحداً لا يفرقنا عن غيرنا من المسلمين من حولنا بالمشاعر المقدسة وأننا متساوون في كل الحقوق والواجبات ولكن وجود مثل هذه الحملات بهذه الأسعار ينبغي مراجعة ما تقدمه للحد من ارتفاع الأسعار ومن غير المعقول أن يحصل حاج واحد على خيمة بمفرده، والحج من فوائده أنه يزيل الفروق ويقربنا من بعضنا البعض فلا فرق بين غني أو فقير، وسنعمل مع وزارة الحج على مراجعة تلك التنظيمات المعنية بالمؤسسات والشركات لحجاج الداخل لإعادة النظر فيما تم ذكره من ارتفاع من أجور تكلفة الحاج وأنها مبالغة غير مرغوب فيه.... وفي شهر رمضان المبارك، يواصل المستثمرون في قطاع السياحة ووكالات السفر تذمرهم من زيادة الأسعار في فنادق مكةالمكرمة في العشر الأواخر من رمضان، ويصل سعر الغرفة الواحدة المطلة على الحرم إلى 20 ألف ريال يومياً، وتباع نسبة كبيرة من هذه الغرف من قبل شركات من خارج المملكة، حيث تقوم بتوقيع عقود تأجير موسمية مع فنادق مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومن ثم إعادة بيعها بأسعار خيالية تصل إلى عشرة أضعاف. غلاء الأسعار الفاحش، يجعل خدمات المشاعر الدينية في غير متناول الأغلبية من الناس، وتضطرهم اللجوء للاحتيال، والمخالفة بالافتراش، وتشهد منافذ مكةالمكرمة البرية أزمة سنوية أثناء موسم الحج، من قبل الحجاج غير النظاميين، وتزداد حركة المهربين بطريقة غير نظامية عبر طرق برية في الخفاء لعدم حملهم تصاريح رسمية للحج، أو يتم تهريبهم عبر المنافذ من خلال إخفائهم في شاحنات أو برادات كبيرة، أو وايت ماء، فيما أدى غلاء إيجارات المخيمات في المشاعر المقدسة إلى ظهور الخيم البلاستيكية على أرصفة الشوارع، وتبعها تزايد النفايات المهملة وعبوات الأطعمة في الطرقات.