تعايش حبيسات الأربطة أيام الحج من خلال استدعاء الذكريات داخل مساكنهم المهجورة متهالكة المبنى ومظلمة المداخل وقالت كبيرات السن ل"المدينة" :"إن جميع مايمرون بهم من أيام لا تمثل لهن اختلافا فيما بينهن فالجلوس أمام بعضهن البعض هو ذاته الجلوس والذكريات والحكايات التي يروينها لبعضهن هي ذات الحكايات والذكريات تتكرر ولا تتغير... على التلفاز وقالت أم أحمد: "في هذه الأيام ونحن نطالع عبر شاشات التلفاز توافد الحجيج ووجودهم بالمشاعر نقوم بإعادة شريط الذكريات وأحداث الماضي حين كنا من بين هؤلاء الحجاج قبل سنوات غابرة تتجاوز الخمسة عشر أوالعشرين سنة ونستحضر المتاعب والمصاعب ونرى المفارقات بين ذلك الحين والآن..."، وأضافت: "أديت مناسك الحج كثيرًا قبل أن ينتهي بي الحال في هذا المكان وسط تهميش وتجاهل الجميع فنحن نعيش هنا على نفقة من تجود به نفسه وتقوده إلينا إنسانيته فلا الجهات الحكومية ولا الجمعيات الخيرية ولا حتى أصحاب الرباط إلا في النادر القليل". فرحة اليوم إحدى المسنات قالت: "نحن سبق لنا أن أدينا المناسك إلا أن بيننا بعض الفتيات لم يأدين الفريضة ولا أحد يأتي ليتفقد من قام بالحج بيننا ممن لم يقم بالحج في إشارة إلى أنه لا أحد يأتي بنية القيام برحلة للحج لمن تريد الحج منهن". وذكرت أم عايش: "في العيد نجتمع لنجلس ونتحدث ونأكل مالدينا مما ساقته لنا أيادي العطاء إلا أننا لانرى من يزورنا من الجمعيات أو الجهات على الأقل ليعيشوا معنا العيد ويشعرونا بفرحته فنحن منسيين بهذه الأماكن وأصحاب الرباط لا يوفرون سوى المكان وسداد الفواتير فقط والحمد الله على كل حال". متابعة دائمة عمدة حارة البحر واليمن بمنطقة البلد بجدة وأحد أعضاء جمعية إنسان لرعاية الإنسان العمدة عبدالصمد محمد عبدالصمد قال: "إن غالبية من بالأربطة أدوا مناسك الحج من قبل ومن تنوي الحج فهناك أهل الخير يقومون على تحجيجها وإعانتها مشيرًا إلى متابعته الدائمة للأربطة بشكل فردي وبشكل يخص جمعية الإحسان حيث لدى الجمعية مناشط في تحسين وضع الأربطة من جميع النواحي وخدمتها بشكل يرتقي بسكانها من مختلف الأعمار".