نصح الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ضيوف الرحمن بأن يتبعوا الحج بالتوبة والأعمال الصالحة؛ حتى يكون حجكم مبرورًا، وسعيكم مشكورًا وعملكم مقبولًا . وأضاف: لا تظنوا أن الحج يكفيكم عن بقية دينكم كما يظن بعض الجهال فالتوحيد والصلاة والزكاة والصيام لا بد أن يؤديها المسلم في كل حياته مع الاستطاعة . وقال في كلمته التوجيهية للحجاج: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد: أيها الإخوة الحجاج تعلمون وفقكم الله أن الحج هو أحد أركان الإسلام أوجبه الله على المسلمين بقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلًا) وقد جئتم من أقطار بعيدة ملبين نداء الخليل إبراهيم عليه السلام لما قال الله له (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام) الآيات. وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم وقال للناس: (خذو عني مناسككم) أي أدوا أعمال الحج كما أديتها) وهذا يوجب علينا أن نكون في أعمال حجنا مقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم نؤديها كما أداها متجنبين للبدع والشركيات مخلصين لله فيها كما قال تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله) أي أدوا مناسكهما بالتمام غير ناقصين منهما شيئًا مخلصين لله فيها متجنبين للشرك والبدع حتى يتقبلهما الله. فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا له وصوابًا على سنة رسوله فاحذروا من البدع والشركيات والتقليد الأعمى وتعلَّموا كيف تؤدون المناسك على الكتاب والسنة خالصة لله بقراءة الكتب الصحيحة المؤلفة في مناسك الحج والعمرة واسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم، واعملوا بالنصائح والتوجيهات التي تتلقونها من الدعاة المعتمدين والمرشدين المعروفين بعلمهم وعقيدتهم. وتجنبوا المعاصي والمنكرات في حياتكم عمومًا وفي حجكم وعمرتكم خصوصًا قال الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) والرفث هو الجماع ودواعيه، والفسوق هو المعاصي، والجدال هو المخاصمة التي لا فائدة منها، أو التي فيها نصرة للباطل ورد للحق، ثم اعلموا -وفقكم الله- أن الحج تسبقه أركان لا بد من القيام بها قبله لا يصح إلا إذا وجدت صحيحة مع الاستمرار على أدائها في الحج، وقبله وبعده فلا حج لمن يشرك بالله ولا حج لمن لا يصلي، ولا حج لمن لا يزكي، ولا حج لمن لا يصوم شهر رمضان فالحج هو آخر أركان الإسلام لا يصح إلا إذا تحققت الأركان التي قبله في كل حياة المسلم. أيها الإخوة ليكن الحج مربيًا لكم على الخير ولتكن حالكم في الاستقامة على الدين بعده أحسن من حالكم قبله إذا كان عند أحدكم تقصير، ولا تظنوا أن الحج يكفيكم عن بقية دينكم كما يظن بعض الجهال فالتوحيد والصلاة والزكاة والصيام لا بد أن يؤديها المسلم في كل حياته مع الاستطاعة (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) . (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون). وما تعلمتموه في الحج من أحكام دينكم فانشروه في بلادكم إذا رجعتم إليها، وما عرفتم من الأخطاء التي كنتم عليها نبهوا إليها إخوانكم إذا رجعتم إليهم، (ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (وأنذر عشيرتك الأقربين). أتبعوا الحج بالتوبة والأعمال الصالحة حتى يكون حجكم مبرورًا، وسعيكم مشكورًا وعملكم مقبولًا، وفقني الله وإياكم لصالح القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.