هل علينا شهر ذي الحجة آخر مواسم الخيرات لهذا العام بأيامه المباركة والتي هي من أعظم الفرص والقربات التي ينبغي على المرء اغتنامها لينهي عامه الحالي بموفور من الحسنات، ويبدأ صفحه جديدة مع مولاه بعد أن يؤدي الركن الخامس من أركان الإسلام (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) قال عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً) وفيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل ؟ قال: إيمان بالله. قيل ثم ماذا ؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل ثم ماذا ؟ قال: حج مبرور ) وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور) وقد أوضح المصطفى عليه الصلاة والسلام جزاء الحج المبرور، فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم وكان على وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لقوله (خذوا عني مناسككم) وعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) وقد فرضه المالك مرة في العمر كما نصت على ذلك السنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم) وهذه من معجزاته عليه الصلاة والسلام، والتي لم يُعْرَفْ مغزاها إلا في وقتنا الحاضر حيث أصبح الحج من المشاق أكثر من الأزمنة الماضية، وفي المقابل ندب خير الأنام صلوات ربي وسلامة عليه بكثرة التزود من الحج والعمرة والمتابعة بينها لِما في ذلك من تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات فقال عليه الصلاة والسلام: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة) ويكون ذلك بأن تحجج غيرك بمالك لقوله عليه الصلاة والسلام : (من جهز غازياً أو جهز حاجاً أو خلفه في أهله أو فطَّر صائماً كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء) والمكوث في المصلى بالذكر من بعد صلاة الفجر حتى الإشراق ثم صلاة ركعتين قال عليه الصلاة والسلام: (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) وحضور مجالس العلم ببيوت الله قال صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلِّمه كان له كأجر حاج تاماً حجته) فهذا غيض من فيض وقليل من كثير من فضل الله وكرمه على عباده، فهل لنا من مسارعة إلى فعل ما يرضيه، والتنافس على أسباب الفوز بجنته وزيادة الدرجات فيها بزيادة الأعمال الصالحة الفاضلة في الدنيا. ومن أصدق من الله قيلاً (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ). ناسوخ: 0500500313