لا يمكن أن يختلف اثنان على أن اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني أمس الأول والضحايا الآخرين الذين سقطوا معه جراء هذا العمل الجبان هو محاولة مكشوفة من النظام السوري الدموي لزعزعة أمن لبنان واستقراره، إلى جانب أنه لا يمكن النظر إلى تلك العملية الإرهابية الجديدة التي أودت بحياة ثلاثة أشخاص آخرين بجانب الحسن، وإصابة أكثر من مائة بجروح وتسببت في حدوث دمار واسع النطاق قي الأبنية السكنية والمحال التجارية بمعزل عن تهديدات سبق وأن صدرت عن رأس النظام السوري بشار الأسد بإحراقه لبنان، وهو ما أمكن ملاحظة مظاهره الأولية بتفاقم التوتر على الحدود، وتهريب الأسلحة، والمواجهات الدامية بين السنة والعلويين في باب التبانة ومحاولات القيام باغتيالات سياسية، إلى جانب إرسال سوريا متفجرات مع عملائها في لبنان، وهو ما يتعارض مع الجهود والالتزامات التي يبذلها المجتمع الدولي بالحفاظ على أمن وسلامة لبنان. استهداف الحسن كأحد أبرز أعمدة الأمن اللبناني احتل أولوية في أجندة جرائم الأسد الإرهابية بسبب جهود الحسن وإنجازاته العديدة على صعيد كشف العديد من الشبكات الإرهابية المتورطة مع النظام الأسدي، وآخرها كشفه مخطط الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان، عبر الوزير السابق ميشال سماحة وعلي المملوك وعلي عدنان، بهدف استدراك لبنان نحو حرب أهلية جديدة. المطلوب الآن كشف الحقيقة كاملة حول هذا العمل الإرهابي الجبان الذي أدانه المجتمع الدولي بأسره، والتذكير بأهمية الحفاظ على أمن واستقرار واستقلال وسيادة لبنان وتكثيف الجهود الدولية والعربية للحفاظ على وحدته وسلامته التي تعتبر مسؤولية لبنانية بالدرجة الأولى، وهو ما يتطلب من الشعب اللبناني بكل مكوناته وأطيافه - كما ذكر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان- النظر إلى المصلحة العليا والسلم الأهلي للبنان واللبنانيين والعمل بقوّة على منع أن يكون اللبنانيون ضحايا على مذابح مصالح الآخرين أو وقودًا لرسائلهم النارية ومصالحهم، والعمل من جهة أخرى على تتبع كل الخيوط التي يمكن أن تؤدي إلى تحديد هوية الأشخاص والعملاء المتورطين في هذه الجريمة الإرهابية الجديدة التي ارتكبت في حق لبنان وشعبه وتقديمهم للمحاكمة في أقرب وقت ممكن.